العاصمة

التعاون بين الناس ضرورة اجتماعية 

0

 

 

اسلام محمد

 

ان ما يجلب الحب والمودة والرحمة بين الناس عمل التعاون ولقد حثا الإسلام إلى أهمية التَّعاون : في نصوص كثير ومنها قول النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم على التَّعاون ودعا إليه، فقال : ((مَن كان معه فضل ظهر، فليعد به على مَن لا ظهر له، ومَن كان له فضلٌ مِن زاد فليعد به على مَن لا زاد له)) [رواه مسلم] .

وشبَّه المؤمنين في اتِّحادهم وتعاونهم بالجسد الواحد، فقال : ((مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسَّهر والحمَّى)) [رواه البخارى ومسلم

 

وقال صلى الله عليه وسلم : ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا)) [رواه البخارى ومسلم] .ولقد أمرنا القرآن الكريم بالتعاون

 

– قال تعالى : ” وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر (أي : يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثُّه عليه، ويرغِّبه فيه

(فهذه السُّورة العظيمة القصيرة، اشتملت على معان عظيمة، مِن التَّواصي بالحقِّ، وهو التَّعاون على البرِّ والتَّقوى)

– وقال سبحانه : ” وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ”

قال ابن كثير : (يأمر تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات، والتَّقوى، وينهاهم عن التَّعاون على الباطل،

 

– وقوله عزَّ وجلَّ : ” وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ” اى: وتمسَّكوا بدين الله الذي أمركم به، وعهده الذي عهده إليكم في كتابه إليكم، مِن الألفة والاجتماع على كلمة الحقِّ، والتَّسليم لأمر الله

 

ثانيًا : في السُّنَّة النَّبويَّة :

– قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم : ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا)) [رواه البخارى ومسلم] .

(يجب تعاون المؤمنين بعضهم بعضًا في أمور الدُّنْيا والآخرة

عن ابن عمر رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومَن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلم كربةً، فرج الله عنه كربةً مِن كربات يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا، ستره الله يوم القيامة)) [رواه البخارى ومسلم] .

هذاالحديث يامرناٌّ على التَّعاون، وحسن التَّعاشر، والألفة، والسِّتر على المؤمن، وترك التَّسمع به، والإشهار لذنوبه)

وعن أنس رضي الله عنه، قال : قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم : ((انصر أخاك ظالـمًا أو مظلومًا))، قيل : يا رسول الله، هذا نصرته مظلومًا، فكيف ننصره ظالـمًا ؟ قال : ((تأخذ فوق يده))[رواه البخارى] .

، وقد فسَّره رسول الله أنَّ نصر الظالم منعه مِن الظُّلم؛ لأنَّه إذا تركته على ظلمه ولم تكفه عنه أدَّاه ذلك إلى أن يُقْتَصَّ منه؛ فمنعك له مما يوجب عليه القصاص نصره،.

 

أقوال العلماء في التَّعاون :

– قال عطاء بن أبي رباح : (تفقَّدوا إخوانكم بعد ثلاث، فإن كانوا مرضى فعودوهم، أو مشاغيل فأعينوهم، أو نسوا فذكِّروهم)

– وقال ابن تيمية : (حياة بني آدم وعيشهم في الدُّنْيا لا يتم إلَّا بمعاونة بعضهم لبعضٍ في الأقوال أخبارها وغير أخبارها وفي الأعمال أيضًا)

– وقال أبو حمزة الشَّيباني لمن سأله عن الإخوان في الله مَن هم ؟ قال : (هم العاملون بطاعة الله عزَّ وجلَّ المتعاونون على أمر الله عزَّ وجلَّ، وإن تفرقت دورهم وأبدانهم) واعلمو ان التعاون له فوائد

من فوائد التَّعاون :

قال ش محمد فايز

1- استفادة كلِّ فرد مِن خبرات وتجارب الآخرين في شتى جوانب الحياة .

2- إظهار القوَّة والتَّماسك .

3- تنظيم الوقت وتوفير الجهد .

4- ثمرة مِن ثمرات الأخوَّة الإسلاميَّة .

5- رفع الظُّلم عمَّن وقع عليه .

 

6- حماية للفرد .

7- تقاسم الحِمْل وتخفيف العبء .

8- سهولة التَّصدِّي لأي أخطار تواجه الإنسان ممَّن حوله .

9- سهولة إنجاز الأعمال الكبيرة التي لا يقدر عليها الأفراد .

10- القضاء على الأنانية وحبِّ الذَّات .

 

أقسام التَّعاون :

ينقسم التَّعاون إلى قسمين :

1- تعاون على البرِّ والتَّقوى .

2- تعاون على الإثم والعدوان .

قال ابن تيمية : (فإنَّ التَّعاون نوعان : الأوَّل : تعاونٌ على البرِّ والتَّقوى: مِن الجهاد وإقامة الحدود، واستيفاء الحقوق، وإعطاء المستحقِّين؛ فهذا ممَّا أمر الله به ورسوله ،

والثَّاني : تعاونٌ على الإثم والعدوان، كالإعانة على دمٍ معصومٍ، أو أخذ مالٍ معصومٍ، أو ضرب مَن لا يستحقُّ الضَّرب، ونحو ذلك؛ فهذا الذي حرَّمه الله ورسوله ،

أيها الناس تعاونوا على البر والتقوى فما اجمل التعاون على البر والخير

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading