العاصمة

الشخصية الحقيقية لدراكولا

0

متابعه إيمان العادلى

الحلقة الخامسة

توقفنا في الحلقة السابقة إرسال محمد الفاتح مبعوثان لتسوية الأمور سلميا فما الجزية وإما الحرب
فقالا لة جئنا لك من قبل السلطان بكتاب
وفجاءة قاطعهما دراكولا قائلا انزعا غطاء رأسيكما

توقف المبعوثان عن الكلام في دهشة.. وقال دراكولا بغضب: انزع غطاء رأسك أنت وهو.. ماهذه العمائم الطويلة السخيفة؟
فأجابا المبعوثان : إنها تقليد عثماني أيها الحاكم..وعظمة تقاليدنا أهم من مزاجك المتعكر
فقال لهما دراكولا : لا بأس..سأبقيه لكما.. كما تشاءان

وأشار دراكولا إلى جلاوزته المجانين الذين أحاطوا بالمبعوثين بسرعة وأمسكوا بعمائمهم في إحكام ثم قاموا بأمر شديد الغرابة والوحشية..لقد جاءوا بمسامير صغيرة رفيعة وقيدوا المبعوثين..ودقوا المسامير في عمائم المبعوثين لتخترق رؤوسهم وتسيل دماء رؤوسهم على أعينهم

ثم قال دراكولا للمبعوثين : هكذا ستبقى عمائمكم على رؤوسكم إلى الأبد..اذهبوا إلى سلطانكم وأخبروه كيف أن دراكولا لم ينسَ التقاليد العثمانية..وخاصة المتعلقة منها بإبقاء العمائم على الرؤوس

عاد المبعوثان ودماؤهما تسيل على وجوههما وحكيا ما حدث معهما للسلطان الذي غضب غضبة شديدة وأمر أن تتحرك سرية قوامها (20) ألف رجل لتخترق جيوش العدو.. أي ما يساوي (3) أضعاف جيش دراكولا وكان قائد الجيش فارس شجاع مُسلم اسمه حمزة وقد كان أفضل فرسان جيش السلطان في ذلك الوقت

وحدثت المفاجأة التي لم يتوقعها أحد.. لقد انهزم جيش السُلطان هزيمة نكراء لم ينهزم مثلها من قبل.. ووقف السلطان بجواده علي قوائمه الخلفية ثم انطلق به كالسهم وانطلق الجيش كله خلفه..بجيش قوامه(20) ألف آخرين يملؤهم الغضب وشهوة الانتقام

واخترق جيش السُلطان نهر الدانوب.. واقترب من أبواب والاكيا…لكن حدثت حركة غير طبيعية في مقدمة الجيش..حيث تباطأت سرعته وسمع الجميع أصواتًا تبدو وكأنها نحيب في مقدمة الجيش..لماذا توقَّف الرجال؟!!!

في الواقع لم يتوقف الجيش فقط بل توقف السلطان محمد الفاتح نفسه بكل شجاعته..إنها غابة كثيفة بل غابتان كثيفتان.. غابة عن اليمين وغابة عن الشمال ولكنهما كانتا غابتان تقشعر منهما الأبدان

فالغابتان كانت جذوعهما عبارة عن أوتاد خشبية وأغصانهما أيادي وأقدام بشرية حية وميتة

وأوراقهما أجساد مخوزقة على الأوتاد أجساد خرجت منها أرواحها أو لم تخرج أجساد كانت تقول الله أكبر.. وكان للغابتين صوت صوت آهات ونحيب.. وصوت يذكر الله.. إنها السرية التي أرسلها محمد الفاتح لقد وضعهم الشيطان دراكولا جميعاً على الخوازيق
(10000) وتد علي اليمين ومثلهم علي الشمال

توتر الجيش وتعالت صيحات البكاء على الأهل أحياناً أو على الرفاق..أو على إخوة مسلمين أو على الإنسانية..ووقف محمد الفاتح مذهولاً وأخذ يتذكر طفولته مع دراكولا ذلك الطفل الحقود الذي كان يناوشه ليل نهار..وهو الآن لم يعد طفلاً بل صار شيطان رجيم يناوشه أيضاً

نظر الفاتح إلي رادو وتعجب كيف أنجبتهما بطن واحدة..كيف رباهما أب واحد..كيف صار أحدهما فارس مسلم وصار الآخر مارد من مردة الجحيم!!!!

ثم نظر محمد الفاتح إلى جيشه فوجد كل نزعة حماس بداخلهم قد انهارت فالتفت لأول مرة في عمره بجواده لجهة العودة وقال : ليس اليوم يوم زحفنا.. لكن بحق هذه الأرواح الطاهرة وبحق كل قطرة دماء سنأتي برأس هذا الشيطان على وتد نضعه في منتصف القسطنطينية يرميه صبيانها بالحجارة

والتفت جيش المسلمين عائدين من حيث أتوا..فلم تكن الحرب هذه المرة مع حاكم عادي..بل كانت مع دراكولا الشيطان

كان من المستحيل في ذلك الوقت أن يحدث هذا بالمسلمين وينجو الفاعل بفعلته.. وقد كان ..حيث عزم محمد الفاتح علي تجهيز جيش قوامه (60) ألف رجل ..جيش مليء بالخيول والمدافع والغضب ايضاً

واختار الفاتح ان يكون رادو على رأس هذا الجيش وقال له: اذهب يا رادو وائتني برأس أخيك.. فإن عرش والاكيا لم يُخلق لتعتليه الشياطين.. إن عرش والاكيا قد خُلِق من أجلك أنت

فهتف رادو بحماس : سآتيك برأس أخي ياسيدي قبل أن تجف دماء شهدائنا في والاكيا …وانطلق رادو على رأس (60) ألف رجل إلى والاكيا..وفي هذه المرة علم دراكولا بالأمر ففعل شيئ عجيب

لقد ترك دراكولا عاصمة والاكيا واتخذ طريق إلى بوينار..وظل الجيش المسلم يطارده بغضب …وكان دراكولا يحرق مخازن الحبوب والطعام ويسمم الآبار في كل مدينة يدخلها ليترك الجيش المسلم بدون مؤونة..فجيوش تلك الأيام كانت تعتمد في الإطعام على المدن التي تدخلها

.
تابعونا غدآ أن شاء الله

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading