العاصمة

الطفلة الوحش إيمان العادلى

0

الطفلة الوحش
إيمان العادلى
سارا…طفلة ذبحها ابوها..بعد ان اكتشف انها..ليست
طفلة…وليست بشرية…… عام ١٩٦٤م…في احدى قرى الساحل السوري.. أنجبت مريم محمد أبنتها
(سارا)..والغريب أنها كانت بعمر ال٦٢…ولايصح ان تحبل …حيث أن لديها ٣ابناء ..أكبرهم يحيى ٣٧ وأصغرهم
محمد ٣٢.. مريم ..تعرضت لعضة من كلب مسعور..أسود ..وتازمت حالتها الصحية…وبعد ٦أشهر..تبين أنها
حامل…وعليها أن تقوم بالولادة….حسب ما أخبرتها الداية..(الولادة)..أم ياسر فانجبت فتاة سموها سارا
..وتوفيت مريم في الولادة…وقام ياسر الذي هو زوجها ..برعاية أبنته سارا…التي كانت تعاني من تشوهات
ولادية وكانت شديدة القبح…… عاشت سارا في بيتها…وتعلمت المشي في عمر ٣اشهر فقط……وكان
صوتها غريبا وحركاتها أغرب….فطمت نفسها عن الحليب بعمر ٦أشهر….كانت تحب أكل اللحم…وتطلبه بشكل
مرعب ومسعور… كما لو كانت حيوانا…مفترسا.. قلق والدها منها ومن تصرفاتها الغامضة….كانت تستيقظ في
الليل وتحرك رأسها يمينا وشمالا…بشكل غريب…..لم تكن بريئة …حتى أنها لم تبكي منذ ولادتها…..كانت قوية..ولم
تكن تلك الطفلة الناعمة….رائحتها كريهة كرائحة الخراف….لم تتعلم الكلام….كانت تلفظ الحروف بشكل
غامض ومخيف ..كما لو أنها تتكلم لغة غريبة….بدأ الوالد يشك في ماهيتها …وسال نفسه ..هل هي أبنتي ؟ ام هل
هي أنسان؟؟؟…راقبها يوميا طوال سنين حياتها الستة….ليكتشف في النهاية….الحقيقة التي أقشعر له
بدنه ودفعته لذبح فلذة كبده…… كان الوالد يعمل في مجال تربية الخراف…… في صباح أحد الأيام…استيقظ
ولاحظ اختفاء كلاب الحراسة الخاصين بمزرعته……بشكل غريب….فهم من فصيلة
البيدبول….أحد أقوى أنواع الكلاب…وعددهم سبع…أي أنهم قادرون على قتل أي خطر محدق بهم أو
بالمزرعة….بحث ولم يجد أي أثر للكلاب…..وصياح اليوم التالي…..كان أحد الخراف ميتا….وكان جسده
ممزقا…كما لو أنه تعرض لهجوم حيوان ذو مخالب وأنياب لم يشهد لها الوالد من قبل….طوال حياته…ليست مخالب
كلب أو ضبع أو حتى ذئب…بل هو شيء أكثر فتكا…… بدأت الأيام تمضي وكل يوم يفقد خروفا من خرافه…..
طلب من أبنه الأكبر…أن يحرس المزرعة ليلا… جلس يحيى طوال الليل…منتظرا المعتدي….لكنه في منتصف
الليل….غفى وغلبه النوم…وأستيقظ في اليوما التالي…ليجد خروفا ميتا…لكن لم يتم أكتشاف من هو
الوحش….. غضب والده منه….وطلب من الأبن الثاني ..تولي الحراسة….ولكن حدث نفس الشيء…غلبه
النوم….. اما الأبن الأخير…كان أكثر ذكاءا….فأحضر…قطعة ثلج..ووضعها فوق رأسه …وبدأ
بالحراسة…..وكلما كاد أن يغفى …كانت تقطر عليه قطرة ماء فيستيقظ… وبقي حتى طلوع الفجر… ليجد ما لم
يكن يتوقعه……شاهد شقيقته المفترضة….سارا….تخرج من النافذة….اختبأ بسرعة وراقبها من بعيد….دخلت
الفتاة الى .غرفة الخراف…. ….وخرجت وهي تمشي على أربع قوائمها……وتمسك بخروف بفمها….كان منظرها
مرعبا…مخيفا….أسنان كبيرة…ومخالب كالسكين…………صدم الاخ من هذا المنظر…وبقي ساكنا.يراقبها تاكل .لحم الخروف ..حتى طلعت
الشمس..وذهبت سارا وقفزت في بركة المياه وخرجت منها وعادت لطبيعتها…ودخلت الى منزلها… اليوم
الثاني….أخبر الأبن والده…..عما شاهده. .طبعا الوالد لم يتفاجأ….وكان متوقعا ذلك……تتجه نحو الدايه ..أم
ياسر…والدته…وأخبرها…… قالت له..هذه..أسمها..(تعلبه) وهي هجين..بين الشيطان.وبين الوحش….ولا
يمكن قتلها ألا بشيء واحد…..وهو….سم أفعى سوداء…….تعضها…في نفس المكان التي عض بها
الكلب..زوجتك الراحلة…. بحث الوالد عن أفعى سوداء….في أرجاء المزرعة…حصل على
واحدة…….ولكن المهمة الأصعب بدأت هنا أخر يوم في هذه القصة….ألتهمت سارا كل الخراف…….كان الوالد
يحمل أفعى بيده ….وأولاده الثلاثة بجانبه…….لكن سارا كانت مختفيه….خرجوا..للخارج ورأوها….امام قبر
الوالدة…..تنبش قبرها…..وتاكل العظام…..من شدة خوف الاب….القى الأفعى …والأفعى زحغت نحو
سارا….التي….قفزت على أحد الاخوة…وأقتلعت حنجرته……ومات فورا أمسك الاخ الأكبر
سارا….والثالث…بقي مع جثة أخيه……أما الأب عاد وأمسك الأفعى …..ووضعها على فخذ
سارا…..لكنها…أفلتت بعد أن عضتها الافعى وقامت بقتل الأخ الاكبر….. وبعد أن جرى سم الافعى في عروقها
ضعفت سارة فقام الاب بذبحها فورا بسكين كان يحملها بيده… في اليوم التالي……… دفن الوالد أبناءه
الأثنين…..ومات متاثرآ بسم الأفعى بعد أن لدغته أما الأبن الاخير…فتم نقله لمصح أمراض نفسية….بقي
فيه..حتى فارق الحياة….عام 1998م

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading