العاصمة

هل كنت ملاك؟!

0
بقلم: د. باسم موسى
هل كنت ملاك؟!
هل خسِرْت الملاك؟

وما هو في الأصل كنه الملاك؟

لقد ظهر في حياتي فجأة. كان يزورني كالومضة المبهر ضياؤها.

يأتي على حين غفلة من إدراكي و توقعي، فيبهر عين قلبي، ويخطف بصر روحي كالسنا الرائع، ويُلمع بسمة كياني التي أخفتها
صروف الدنيا خلف الحجب الشفافة.

و من قبلها يخطف عقلي الذي اسمع صوته وهو يزعجني بأسئلته اللانهائية، التي لا أريد سماعها رغم توقي للإجابة. 

يفاجئني الملاك.وحين أشرع في الإدراك و الإستيعاب يختفي بنفس الفجأة فلا تبقى منه إلا خيالات نوره المنطبعة على صفحة روحي،
المتغلغلة في شغاف قلبي. 

لقد كان يختفي اختفاء المتاح.

فلقد كان دائما موجودا دون أن يكون له وجود.

لقد كان دائما يمنحني ما أريد، دون أن يجعلني أزهد فيه.

كانت أجنحته التُليه الرقيقة، تضم روحي بشفقة قوية، تئن من فرطها الآلام والأحزان وتعتصر سائلة على رمال الزوال.

ثم يتركني ظمآن لمزيد من الحنان، فحنانه لا يروي رغم سيله شلالا.

حنان لا تشبع منه روح أو نفس. 

لقد كان يمد نوره متسللا داخل روحي فيدفع الابتسامة لترتسم رغما عني، على شفتاي بأيدي السكينة والطمأنينة، وأنا راض بهذا
الإجبار الدافع إلى الحرية في سماء ممتدة الأطراف.
.
تعودت على وجوده بل أدمنته دون ملل. 

وهل يمل الصدر هواء الحياة ؟!

مهما طالت الحياة؟

أين الملاك؟! …

هل ذهب الملاك؟

هل رحل إلى عالم المجهول؟؟

أم مازال حولي بروحه الشفافة؟

يا ليتك لا تزال موجودا يا ملاك 

ولكن عقلي حين يتساءل عن ذلك يختم بسؤال يطمئنني،

وما أدراك أنه كان الملاك؟

ثم يجيب نفسه.

فكل قلب أو روح يناسبها ملاك، لغيرها هو عين الهلاك.

فهل كنت لي الملاك؟

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading