العاصمة

أسرى كورونا

0

كتب : على امبابى
هل فاقت اعداد ألمقالات وألتغريدات وألتويتات حجم ألخطر ألناجم عن وباء كورونا؟
سؤال افتراضى ولا يقودنى إلى الحجر ألصحى .
ولكن الأمر اكتسب جدية شديدة أمام إغلاق المطارات و«العصيان المدنى الشرعى بالبقاء فى البيت».
قامت الدنيا ولم تقعد!
عدد الاصابات يتزايد والدول تخفى عن مواطنيها عدد الوفيات تجنبا للخوف والفزع! الناس حائرون بين النظافة والمناعة وهل تكفى النظافة الشخصية أم أن المناعة تصد الفيروس؟
كورونا لايفرق بين غنى وفقير. ولا بين نكرات أو مشاهير!
أنه يتحرك بين الجموع كالديزل الذى لايقف على محطات .
ثبت لى أن النساء أكثر صلابة فى مواجهة الكورونا من الرجال فالنساء يتحملن آلام الولادة ويكتفى الازواج بالفرجة!
كل واحد يواجه الخطر بطريقته. واحد بالصلاة وواحد بالصمت وواحد بالحذر وواحد بغسل يديه بالديتول كل ٣ دقائق!
وبسطاء الناس يتوعدون الكورونا بهزيمة فلاشىء يبكون عليه ولاعقار ولامال، عليك ان تفتش فى الكوارث فتجد مالا تتوقعه، أنا عرفت أشرف الناس فى أعماق السجون، أنت بإرادتك ستهزم الفيروس الجديد كما هزمت الكوليرا وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير، انت لست وحدك .
الناس تكتفى بالابتسامة وبالانحناء كاليابانيين وعدم المصافحة باليدين أو الأحضان أو القبلات و.. الاحتياط واجب.
ظنى ان الافتاء فى مصدر الكورونا غير وارد رغم التخبط فى التفسيرات، ولكنها نوع من المناقشات عالية الصخب تتكرر كثيرا فى حياتنا السياسية والصحفية. هل أمريكا هى التى «خلقت» الفيروس وتشكل وتمحور على النحو الذى رأيناه؟
هل قصدت أمريكا ضرب الاقتصاد الصيني؟ هل اختل توازن الطبيعة؟ وفى غيبة حكم علمى مؤتمن على قواعد هذه المشروعية تتضارب الحكايات والروايات بين العصور والدهور سابقة ولاحقة.
ولا أملك يقينا يجعلنى أجزم بتوقيت الكورونا، فى غياب قاعدة علمية حاكمة بحيث لانفكر بعشوائية وذلك مزيد من سهام منطلقة من عواصم العالم الملتاعة وذاهبة التى فراغ بغير نهاية.
وليس لدينا الثقافة العلمية التى تقودنا الى الشاطئ الصحيح.
إننا مع كل النوايا الحسنة نتعلم كيف نواجه فيروسا حل زائراً ثقيلا ساحة العالم كله ونستفيد من التجربة. ان كورونا فرضت علينا واعتصمنا فى بيوتنا فى شبه اعتقال إرادى لحماية الناس من الموت دون ان نتبين فى جلاء أى المعادلات انكسرت فخرج هذا العدو من خدره. واذا تخيلت انك قادر على وقف حركة الزمن والعودة لحياة بلا أوبئة، فالماضى لايستعاد، ربما كان لديك مشاعر حنين لكن هذه مشاعر انسانية نحترمها فى سياقها.
أنا متفهم دوافع الناس لمعرفة اصل الوباء وتوقيت خروج جيوشه على النحو المخيف الذى تناقلته وكالات الأنباء. انت تعلم أن السمك يموت خارج البحر والمعلومة مثل السمك لاقيمة لها خارج مياهها، ولا أملك معلومات كافية تؤهلنى لأعرف سر الكورونا، ومع ذلك لا اعتقد أن هناك ثمة مؤامرة فى الأفق. ومن يدرى، ربما كانت الكورونا ثمرة من هندسة الفتن التى تحكم العالم.
علينا أن نأخذ الأمر بجدية، أنه خطر داهم لامجال فيه للهزل أو السخرية. هكذا الدول التى تسعى للتقليل من إصاباتها وبالتالى عدد وفياتها. والفيروس لا يلين أمام أغنية أو مونولوج أو أفيه ضاحك. الفيروس يهاجم ولايرحم. إن النظافة الشخصية واحدة من عناصر المقاومة لهذا الوحش الذى يتسلق الاسطح ومقابض الأبواب وكل سطح أملس انت عادة ما تتعامل معه. لكن المناعة ايضا حائط صد فى وجه الفيروس. لاقيمة لأى بحث عن مصدر الفيروس هل هو جاء بالتخليق العلمى أم باختلال التوازن فى الكرة الأرضية. المهم ان الفيروس يدق على بابك ويهاجمك من كل سطح املس تلمسه أصابعك. ربما كان يعيش معك فى مكتبك وفى سريرك فخذ كل احتياطات النظافة والمناعة لتشل حركته. تعلمنا أن الفيروسات تضرب المناعة المفقودة وتضرب المقاومة الغائبة. وانه ليدهشنى انتهاز بعض الصيدليات فرصة الزيارة غير المرغوبة لفيروس ثم ترفع الأسعار دون ضمير أو رقيب. انها ليست مواطنة صالحة ولا وطنية صحيحة. بل مواطنة فيها عوار ووطنية ناقصة وأحسب أن الدولة وأجهزتها الرقابية قد انتبهت لهذا الاستغلال. وليدهشنى أكثر هذه الفيديوهات التى يتبادلها الناس عن الكورونا وحال الزوج السعيد حين اضطرت زوجته للبقاء فى الحجر الصحى بضعة أيام بهدف العلاج والشفاء. لست اميل الى مزاح من هذا الصنف الذى يرمى الى تفكك العلاقة الزوجية المتينة. فى البلد فيروس ويستوجب الحرب عليه. حسنا لقد اخذت الدولة احتياطاتها واغلقت المطارات مؤقتا، واعادت الاجانب الى الدول التى جاءوا منها. وما علينا كمواطنين ان نأخذ الامر بجدية، اظن انها واجبة وضرورية فى مثل هذه الاحوال.
أنت بالخوف الزائد عن حده تضرب مناعتك فى مقتل!
هذه «حرب اقتصادية» شئنا أم لم نشأ. رغبت أو لم ترغب.

ولا أحد يستحق أن تتوجع أمامه ولا احد سوف يقاسمك مانعانيه، فالألم شخصي! وهذا وقت شدة، وفى وقت الشدة فقط تعرف من هم أحبابك ومن هم حثالة اختيارك! من أين جاء الفيروس؟ لايهم. كيف يمضى الى حال سبيله؟ المستقبل يجيب عن هذا السؤال. ولكن من المهم ان تعيش اللحظة، وقديما كان فى كراسات المدارس نصيحة بأن تغسل يديك جيدا فربما صافحت احدا يحمل الفيروس.

صحيح ان الله كان رحيما فى اصاباتنا فى مصر بالقياس لايطاليا مثلا. والحب من عند الله والكراهية من عندنا! ويجب أن نذعن لقواعد دولة تواجه ارهاب فيروس والدولة تطبق قانونا، والقانون بلا قوة.. فوضى!

ولايوجد فى الكون خط مستقيم ولابين الناس .

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading