العاصمة

أكون عبداً أجوع يوماً وأشبع يوماً ، فإذا جعت صبرت ، وإذا شبعت شكرت

0
بقلم / محمـــــــد الدكــــــــرورى
ونحن فى ذكرى ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم يجب علينا ان نهتدى بهديه صلى الله عليه
وسلم وان نسير على دربه ونعمل بسنته ففى هذه الايام ضاقت بنا السبل وتخبطنا فى
الحياه وذلك كله يرجع الى البعد عن الله وعدم مراقبة الله عز وجل الا ما رحم ربى وكانت هذه
مائدة النبي عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة . لماذا ؟ قلت هذا قبل أسبوعين : بنى
أصحابه بناءً حيث إن نقص الطعام والشراب لا يزلزلهم ، لا يغيرُ اتجاههم ، لا يبيعون دينهم
لعرضٍ من الدنيا قليل ، الذي يعبد على حَرْف إذا أصابه خيرٌ اطمأن به ، فإن أصابه شرٌ انقلب
على وجهه خسر الدنيا والآخرة ، يجب أن تبني النفوس بناءً حيث إن الهدف هو كل شيء ،
وأن طاعة الله هي كل شيء ، وأن ابتغاء رضوانه هو كل شيء ، وأن الجنة هي كل شيء ،
وأن الدنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، فكان عليه الصلاة والسلام قدوة ، جاءه جبريل ، قال : يا محمد أتحب أن تكون نبياً ملكاً أم نبيا عبداً ؟ قال :
( أكون عبداً أجوع يوماً وأشبع يوماً ، فإذا جعت صبرت ، وإذا شبعت شكرت )
فياأيها الأخوة الكرام ؛ يشكو الشاكون من نقص بعض الكماليّات ، الإنسان إذا ابتعد عن الله عز وجل شقي لا إذا قلَّت عنده الأساسيات ، بل إذا قلَّت الكماليات ، هذا ليس منه جدوى ، ولا ينفع الأمة في شيء ، هذا الذي لا يستطيع أن يعيش من دون الكماليات ، هذا لا يعتمد عليه ، ولا تنهض أمةٌ هكذا أبناؤها ، بنى النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه على الخشونة في العيش ، حتى يبقى الهدف هو الأصل . علَّم أصحابه الوفاء ، كان في بعض الغزوات ، فسأل عن أحدهم ؟ فقالوا : نافق يا رسول الله ، تخلف عنك . فقال سعد بن عبادة : يا رسول الله – دققوا في هذا الكلام – إنا قد تخلف عنا قومٌ ما نحن بأشد حباً لك منهم ، ولا أطوع لك منهم ، لهم رغبةٌ في الجهاد ونية ، ولو ظنوا يا رسول الله أنك ملاقٍ عدواً ما تخلفوا ، ولكن إنما ظنوا أنها العير .
ما هذا الدفاع ؟! واحد يقول : منافق فلان ، لأنه تخلف عنك ، والثاني يقول : يا رسول الله لقد تخلف عنك أناسٌ ما نحن بأشد حباً لك منهم ، ولسنا أطوع لك منهم ، ولهم رغبةٌ في الجهاد ونية ، ولو ظنوا أنك ملاقٍ عدواً ما تخلفوا عنك ، بنى أصحابه بناءً هكذا ، كان أصحابه كالبُنيان المَرْصُوص ، أما كل واحدٍ يتكلَّم على الآخر ، وكل واحدٍ يطعن في الآخر ، وكل واحدٍ يشمت في الآخر ، ما هذا المجتمع الذي انطلق به المسلمون !!
وأقول مرة ثانية وثالثة : لو فهم أصحاب النبي الإسلام كفهمٍ سقيمٍ لنا اليوم ، لما خرج الإسلام من مكة المكرمة . فاللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين واللهم اجزيه عنا خير ما جازيت نبى عن دعوته …..

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading