العاصمة

أمى الحبيبه (٢) بقلم سهير عسكر

0

كما أنتى يا أمى لم تعبث بروحك سنوات الشقاء والعناء معنا
كما أنتى تحبين الصحبه ولمه العيله على الطعام وأثناء وجبه الغداء
-ماما حطيتي الملح فين؟
-عندك يابنتي فى المطبخ
-أنهى علبه؟
-إنتى حماره يابت ماعندك أهو
(أمى بتحترمنى قوى الحقيقه)
وإستطردت :علبه الملح عليها شرطه والسكر شرطتين ماأنا لو كنت إتعلمت زيكم مكنش دا بقي حالى
-طاب ما احنا حاولنا معاكى كتير ياأمى عشان نعلمك كنتى بتتهربى م الواجب ويوم امتحان محو الأميه فضحتينا وخبيتى الكتاب تحت الطرحه ينفع كده المهم فين الورق اللى كان هنا دا ورق مهم
-يووة باينى رميته ماانا لو كنت إتعلمت……
-يادى الذل ياربي إنتي أهلك حرموكى من التعليم ذنب أهلنا ايه بقي
-ماانتى لو كنتى جاهله زيي كنت حسيتي بيا
-خلاص ياحبيبتي أنا هعلمك لما أفضي
مصمصت أمى شفتاها:
-لما……..
-طاب قوليلي ياحبيبتي انتى عاوزة تتعلمى ليه؟
قالت أمى والألم يعتصر قلبها:
-نفسي أقرا الروشته زيك وأعرف أنا عندى ايه؟
-لا هو انتى فاكرة إنى لما ببص فى الروشته بعرف انتى عندك ايه. ولا بعرف حتى مكتوب ايه وحياتك دا أنا بشوف علبه الدوا عليها شرطه ولا اتنين زى ما بتعلمى الملح والسكر بالظبط طاب أقولك على فكره أحسن احنا نسفرك بعثه للخارج آهو منها تتعلمى ومنها تغيرى جو وبعدها ترجعى وتقرى روشتات زى ماانتى عاوزة
-بتتريقي عليا يابنت ال…..خلاص علميني عشان حتى أمسك المصحف وأقرا فيه زيك بس بقولك ايه مواعيد الدرس تبقي على مزاجى وبلاش الحاجات الصعبه ومفيش واجب
-عيونى يا أمى
وبعد يومين تعليم ونقش على الحجر
-ماشاء الله مستواكى بيتحسن
-أومال انتى فاكره ايه أنا لما أحط فى دماغى حاجه لازم أعملها
-بس الحروف بتكبر وتصغر قوى كده ليه.. ماما هو فيه حد بيكتبلك
-أبداً والله مفيش غير البت إسمها إيه دى جارتنا بتساعدنى شويه
-مين إسمها إيه دى؟
-أنا عارفه هو انا مخى دفتر
-إسمعى أما أقولك النظام دا مينفعش معايا
وقاطعتنى بصوتها الحزين الذى يكاد يميل إلى حد البكاء:
-أنانفسي أقرا المصحف زيك…..
-والمصحف لاأسيبلك البيت عشان ترتاحى

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading