العاصمة

الأحلام عند الفراعنة

0

إيمان العادلى
.

من بين العلوم المنتشرة فى زماننا علم تفسير الأحلام والذى صار المتخصصون فيه بين رجال دين أو باحثين فى علم الفلك والأبرتج ضيوفاً دائمين على برامج الفضائيات كما أن كتب تفسير الأحلام الأكثر مبيعاً خلال السنوات الأخيرة خاصة لدى الشباب والمراهقين
فلأحلام معقدة جدًا إعتقد المصريون القدماء أن الأحلام مجرد شكل مختلف من أشكال الرؤية مع حالمين مدرّبين يتمّ اعتبارهم عرّافين يساعدون على التخطيط للمعارك واتخاذ قرارات الدولة وآمن الإغريق والرومان القدماء بأن الأحلام كانت توقعات للأحداث المستقبلية وزيارات من الموتى ففى مصر القديمة غالبا ما كان الوسطاء الروحيون يستشارون في شئون الحياه اليوميه حيث كان يعتقد ان الحقيقه تكمن في نبوءاتهم و يحتفظ بتماثيل خاصه لهذاالغرض يحملها كهنة المعبد الي العامه في مقاصير محموله خلال المهرجانات و الاحتفالات الدينيه و غالبا ما يستشار الوسطاء كتابة فيمكن كتابة السؤال او الرغبه علي ورقة بردي و توضع في فم تمثال المعبود و بمرور الوقت اصبح الكهنه صوت الوسطاء و اعدت لهم حجرات خاصه داخل المعبد لتمكنهم من الاتصال باصحاب الحاجات بينما يظلون مختبئين ووجدت نصوص من الكهنه تتنبا بمصير اولئك المولودين في تواريخ معينه علي التقويم و يمكن لكل الراغبين استشارة هذا الوسيط
ولم تقتصر خدمات الوسطاء علي العامه و لكنها كانت متاحه للاسره الملكيه ايضاو يستشير الفراعنه الوسطاء عند الحاجه لموافقة او نصيحه مقدسه في قرار او حدث او موقف مهم.
وعملت العديد من المعابد كمراكز لمعرفةالطالع قدمت خدمة التنبؤات و بوجه خاص تفسير الاحلام و كان يعتقد ان الأمراض يمكن علاجها بأستخدام أكاسير و جرعات تنتقل أثناء النوم عبر الالهه و ما وراء العالم و أعتبرت الاحلام رسائل سماويه لا يمكن أن يفسرها الا كاهن النور فيما بعد كهبة سحرية

وبمناسبة الأحلام وتفسيرها توجد لوحة أثرية شهيرة تسمى “الحلم” أمام تمثال أبو الهول بمنطقة أهرامات الجيزة والتى أمر بوضعها الملك تحتمس الرابع كلوحة تذكارية بين يدى تمثال أبو الهول تخليداً لحلم راوده قبل أن يعتلى عرش مصر عام 1401 ق.م وخلال الحلم ظهر أبو الهول لتحتمس الرابع فى المنام وبشره بأنه سوف يتبوأ عرش مصر وطلب منه أن يزيل فيما بعد ما تراكم عليه من رمال

وتفسير الأحلام عبارة تحليل للأحداث التى يراها الشخص أثناء نومه ما يتم تعريفه بالحلم أو الرؤيا وكان لذلك المفهوم اهتمام واسع فى الحضارات المصرية القديمة وهو ما يظهر من خلال الآثار الفرعونية والمنحوتات المصرية القديمة وما يتناسب مع النصوص القرآنية التى ذكرت ذلك فى سورة يوسف.

وبحسب كتاب “الرؤى والمنام فى تفسير الأحلام” لابن سيرين، تعتبر الحضارة المصرية القديمة من أوائل الحضارات التى اعتقدت بوجود إله الحلم وتلاهم بعد ذلك البابليون والآشوريون، وكان هذا الفكر المبكر فى عقلية المصرى القديم نابعا من بحثه الدائم لإيجاد تفسير لكل شىء بدليل تقديسه لآلهة الحياة وآلهة الموت، وحظى الحلم بالعديد من النظريات التى وضعت للبحث عن تفسير، وأشهرها نظرية أرسطو الذى فسر الأحلام من الناحية الفلسفية.

وبحسب دراسة بعنوان “تفسير الأحلام عند المصريين القدامى” نشرها موقع “تأويل رؤياك” لتفسير الأحلام، فإن الحلم عند الفراعنة خاصة الملوك كان ممتزجاً بالسياسة، وكان يحدث للآلهة أن تتدخل لدعم سلطة الملك، بيد أنه من قبيل الإساءة إلى روح إمبراطورية الفراعنة أن تنسب إلى الملك أحلام خيالية لمنفعة شخصية، فى الواقع، بل كانت أهم الأحلام تتحكم بازدهار البلاد كلها.

ويستشهد المواقع بما ترويه التوراة باقتضاب ودقة أن الفرعون استدعى مفسرى أحلامه لكن لم يعرف واحد منهم التفسير الحقيقى، أو المرجح أن الفرعون لم ترضه أبداً الحلول، حتى أشار عليه أحدهم بالنبى يوسف، وهو ما ورد أيضا فى القرآن الكريم، فى سورة يوسف: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّى أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِى فِى رُؤْيَاى إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) وَقَالَ الَّذِى نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِى سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّى أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ (46).

وبحسب عالم الآثار المصرية الدكتور زاهى حواس، فى مقال له بعنوان “حلم الملك زوسر أم نبوءة سيدنا يوسف؟، نبوءة يوسف تحققت فيما يبدو، بعدما عثر العلماء على ضفاف نهر النيل ووسط جزيرة سهيل التى تقع إلى الجنوب من محافظة أسوان على نقش فرعونى على صخرة كبيرة وحاز هذا النقش شهرة واسعة بين علماء المصريات لأكثر من سبب».

وكشف عن هذه اللوحة ويلبور، ويؤرخ النص المكتوب بعصر الملك “بطليموس الثانى” ثانى ملوك البطالمة الذين حكموا بعد دخول الإسكندر الأكبر مصر (332 ق.م ).

وتحكى اللوحة قصة مجاعة حدثت فى عهد الملك زوسر” أول ملوك الأسرة الثالثة من الدولة القديمة (2649 ق.م) وقد حدثت هذه المجاعة نتيجة انخفاض مياه النيل وانحسار الفيضان لمدة سبع سنوات متتالية فاشتد الضيق بالملك وساءت أحوال البلاد، وأرسل الملك يطلب من رئيس الكهنة أن يتقص الأمر لعله يجد حلا لهذه المشكلة
وأخيرآ تعتبر الروح في الديانة المصرية كما لو كانت قادرة على النزول أثناء النوم في أعماق أول أوقيانوس سماوي وعلى الصعود منه مستعيدة شبابها في الصباح إن الأوقيانوس الأصلي- نون باللغة المصرية- هو العالم الآخر إمبراطورية الموتى تتلقى فيه الروح من الآلهة والأموات المقدسين الأحلام التي توجه الإنسان وتكشف المستقبل
وهو تفسير قريبا جدآ من الدين الأسلامى وهو أن الروح أثناء النوم تصعد إلى ربها فى البرزخ الأعلى ومن كتب عليها الموت يمسكها عنده ومن لا يكتب عليها الموت أرسلها مرة أخرى ونبدآ مرحلة الأستيقاظ وهكذا لذلك أننا كمسلمون نؤمن بأن الرؤية حق وندرك كذلك شروطها

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading