العاصمة

البيت السوداني يحترق!

0

 

متابعة : ياسر الشرقاوي

حمل رئيس مجلس الوزراء الانتقالي عبدالله حمدوك في جعبته تصريحات وزير المالية والاقتصاد السوداني إبراهيم البدوي القائل بان السودان في حاجة ماسة الي (5 ) مليار دولار في الميزانية لسنة 2020 وحط رحاله في مطار بروكسل بحثاً عن الدعم من الاصدقاء.
وكان وزير المالية إبراهيم البدوي قال في تصريحات سابقة إن بلاده يحتاج إلى ما يصل (55 ) مليار دولار دعما للميزانية وتفادياً من أنهيار الإقتصاد السوداني، وإن الحكومة الانتقالية تملك احتياطيات نقد أجنبي تكفي فقط لتمويل الواردات لعدة أسابيع.
وقال البدوي إن حوالي(44) مليون نسمة يعاني من الفقر ويحتاج إلى تمويل تنموي بقيمة تصل إلى (2 ) مليار دولار، بالإضافة إلي (2 ) مليار دولار من المأمول الحصول عليها من صناديق تنموية عربية.
وكشف البدوي إن وزارة المالية ستعقد اجتماع مع (أصدقاء السودان) كمجموعة من المانحين في ديسمبر المقبل لدعم السودان في المحافل الدولية،بعد الاتفاق مع واشنطن علي أن تبدأ الحكومة في التواصل مع المؤسسات الدولية بالرغم من ان السودان في قائمة الدول التي تُوصف بأنها راعية للإرهاب.
استقبل الاتحاد الاوربي عبدالله حمدوك استقبال الفاتحين ورفع له علم السودان لأول مرة منذ (30 )عاما في سماء بروكسل وتركه يرفرف بدون استحياء قبل وصوله يرفرف بمقر الاتحاد الاوربي قبل ان يقدم حمدوك برنامج حكومته في الازمة الاقتصادية ، وملف السلام وملف حقوق الانسان والتعاون مع المجتمع الدولي الذي استقبل حمدوك بالدف ء بالرغم من البيات الشتوي.
لكن حمدوك عاد الي البلاد يحمل في جعبته ما يعين وزير المالية والاقتصاد بحفنة من دعم الإتحاد الأوروبي البالغ ( 55 )مليون يورو من مفوضية العون الإنساني بالاتحاد لإدارة الأزمات كمساعدات إنسانية لمعالجة قضايا النازحين وبرامج الحكومة الإنتقالية ، سياسيا وإقتصادياً.
وصل حمدوك الي الخرطوم وجلس في مكتبة ينظر ملياً وسعر الدولار في تصاعد جنوني بمتوالية هندسية تجاه حافة الهاوية من تداعيات تصريحات وزير المالية الذي يكف حاليا ولاعداد ميزانية عام 2020 لاحداث انتعاش اقتصادي في ظل تباين الخطاب الإعلامي بين قوي اعلان الحرية والتغيير والجبهة الثورية حول تشكيل حكومات ولاة الولايات والمجلس التشريعي.
ولم يجد حمدوك ملجأ يتكئ اليه سوي مقابلة ستات الشاي وبائعات الأطعمة بمحليات الخرطوم للاستماع الي مشاكلهن والخروج من الروتين والحكومي وكأنه يهرب من التصدي للازمة الاقتصادية من الانهيار بقرارات شجاعة والهرولة تجاه مناقشة مشاكل ثانوية مع ستات الشاي ليست بحجم التحديات الماثلة الشعب السوداني.
ووعد حمدوك من خلال لقائه بمكتبة بوفد الاتحاد التعاوني النسوي متعدد الاغراض بولاية الخرطوم برئاسة عوضية محمود كوكو بتقديم الدعم اللازم وتذليل كل العقبات التي تعترض عمل بائعات الأطعمة والشاي بمحليات ولاية الخرطوم تؤكد ان وزراء قوي الحرية والتغيير يهربون من التصدي علي قضايا الحياتية التي تعرق الشعب السوداني والانصراف الي صفاصف الامور .
بات حمدوك في وضع لا يحسد علية أمام الناظرين لتحركة علي المحيط الاقليمي والدولي والصعود إلي قمم الجبال الشاهقة والصراخ بأعلي صوته بكلمة (لا ) لقوي اعلان الحرية والتغيير من اجل يصب الماء علي الزهور توطئة لاطفاء الحرائق التي بدأت تشتعل في باسم ملف الارهاب والازمة الاقتصاد .
يذكربان السودان من أكثر الدول المثقلة بعبء الدين، إذ تبلغ ديونه 60 مليار دولار وتحتاج إلى تسويتها بشكل منفصل، وإن ميزانية 2020 ستتضمن أهدافا تنموية للتعليم والرعاية الصحية والإنفاق الاجتماعي، فهل يستطيع حمدوك انقاذ السودان من حافة الهاوين ام يستمر في صب الماء علي الزهور ويترك البيت السوداني يحترق ؟

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading