العاصمة

الشخصية الحقيقية لدراكولا

0

متابعه إيمان العادلى

الحلقة الرابعة

ثم يموت الرجل عندما يخترقه الوتد ويخرج من جسده أو عندما يموت من الألم…أو من انفجار الأحشاء …إلخ وهذا الوتد الذي رأيته الآن هو ما عُرف بإسم الخازوق.. وهو ذلك العقاب الذي اشتهر به دراكولا في كتب التاريخ

ولقد أُعجب دراكولا بعقاب الخازوق فأخذ يتفنن فيه تفنن عجيب فتارة يغرز الوتد في فم أحدهم ويعلقه على الوتد مقلوباً..وتارة يعلق النساء عليه..وتارة يغرزه في البطون..وتارة أخري يغرزه في رقبة طفل رضيع

وبلغ من إعجاب دراكولا بهذه الطريقة إلى أن جعلها هي العقاب الرسمي لأي خطأ يُخطئه أي فرد من أفراد الشعب..فمن يسرق يخوزقه.. ومن يكذب يخوزقه..ومن يضرب أحداً يخوزق الضارب والمضروب.. بل إنه وصل إلى مرحلة أبعد من هذا

وفي قلعة دراكولا ذلك المكان المُجهز بكافة وسائل التعذيب حيث كان يجلس عليه شيطان آدمي أمامه طعام وشراب الخمر وبجانبه كان يجلس أحد النبلاء البولنديين يأكل معه وأمامهما الكثير من الضحايا المعلقين على الخوازيق يتألمون

كان دراكولا مستمتع جداً بصراخهم وكأنه يسمع ألحان عذبة..أما البولندي فوضع يده على أنفه مُشمئزاً من الرائحة الكريهة لبعض الجثث التي ماتت وتعفنت وأبقاها دراكولا على حالها ورائحتها

فالتفت دراكولا إلي ضيفه البولندي وقال : ما بك؟؟؟
فقال له البولندي : ياسيدي لا أستطيع تحمُّل رائحة العفن هذه ؟
فقال دراكولا له : لا بأس لابأس… سأعالج الأمر

ثم أشار دراكولا إلى جلاوزته(رجاله) فهجموا على الرجل البولندي هجمة رجل واحد..ثم أمرهم أن يرفعوه على خازوق أطول من كل الخوازيق المعروضة

صرخ الرجل النبيل البولندي حتى بكي عندما وخزوه الحرّاس بالوتد في دبره ورفعوهوثبتوه.. فنظر إليه دراكولا قائلاً: أنت الآن في الأعلى أيها الصديق العزيز حيث لن تصل إليك الروائح الكريهة

ثم شرب دراكولا من الكأس الحمراء التي أمامه والتي ليست خمر بل هو دم طازج من دماء ضحاياه ممزوجة بالخمر..إنه شرابه المفضل.. الذي كان يحب أن يشربه على آهات المعذبين المسلوخين أمامه كالذبائح والتي تقع على أذنه موقع زقزقة البلابل.. ويحب الطريقة التي يسيل بها الشراب من شفتيه إلى ذقنه

وكان دراكولا يضع قدور ويطهو الناس فيها أحياء..بل ويأمر جلاوزته أن يُقَطعوهم بالسيوف وهم داخل القدور أحياء يصرخون.. المرأة الكسولة كانت يدها تقطع وتثبَّت على خازوق مستقل لتكون عبرة لكل النساء

بل إن دراكولا دعا ذات مرة كل فقراء البلدة وشيوخها وأطفالها إلى وليمة عظيمة في سابقة استغرب لها الكل..وبعد الوليمة قتلهم كلهم.. وقال إنه لا فائدة تُرجى منهم..إنما هم يُرهقون الدولة

ودعني أكتفي بهذا القدر من المصائب..باختصار شديد لم يشهد العالم شخصية مُختلة مثل دراكولا هذا من قبل ولا من بعد

لم يمر وقتٌ طويل حتى كان السُلطان محمد الفاتح في طريقه إلى والاكيا..بجيش يسد الأفق..وكان رادو معه جنباً إلى جنب..وفي طريقهم إلى دراكولا وظلَّ الجيش يزحف حتى وصل إلى نهر الدانوب..وكان جنود دراكولا على الجهة الأخرى من النهر

وكعادة محمد الفاتح واقتداءً بالنبي مُحَمَدْ صلّ الله عليه وسلم أرسل الفاتح مبعوثين اثنين من أفضل الرجال إلى الخصم لتسوية الأمور سلمياً..فإما الجزية وإما الحرب

ودخل المبعوثان المُسلمان على الحاكم دراكولا في قلعته (وكان قد أزال كل الخوازيق لغرض في نفسه)
فقالا له : السلام عليكم ياحاكم والاكيا..جئنا لك من السلطان بكتاب يقول فيه : أس
وفجأة قاطعهما دراكولا قائلاً : انزعا غطاء رأسيكما

.
تابعونا غدآ أن شاء الله
.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading