العاصمة

العميل كورونا

0

——————
قصة قصيرة بقلم/ محمد مصطفى أحمد
مصر

دق جرس الفسحة فهرع التلاميذ كالبرق إلي فناء المدرسة.
جلس أستاذ عمر مدرس التاريخ والمدير في مكانهما المفضل تحت شجرة النبق.

أستاذ عمر : لقد قامت إسرائيل بالأمس بضرب غزة ليلا وماتت أسرة مكونة من عشرة أفراد تحت الانقاض .

المدير : حسبنا الله ونعم الوكيل .
أين العالم بل أين العرب .
فليذهب ترامب وإسرائيل إلي الجحيم .
حضر أستاذ باسم مدرس الرياضيات ليشترك في النقاش .

سيدي المدير : أصبحت مدينة ووهان مدينة أشباح والفيروس انتشر في أغلب بلدان العالم لا علاج له إنه ينذر بكارثة إنسانية قد يبيد البشر .

أستاذ عمر : لقد قام مستوطن يهودي بإغتصاب فتاة فلسطينية .
المدير : وماذا أستاذ باسم .
لقد منعت السعوديه العمرة وأجلت معظم دول الخليج الدراسة .
والوضع عندنا سيدي لا يبشر بالخير .
المدير : صدقت الوضع خطير .
أستاذ عمر : توجد مذابح على الاراضي السورية ولاجئون في كل مكان والعراق واليمن وليبيا…
المدير : هذه أوضاع لن تتغير في يوم وليلة المهم الان أستاذ عمر أن يوجد علاج لهذا الوباء .
أستاذ عمر : نجحوا في صناعة الخوف حتي نرضخ لهم .
سارس.. انفلونزا الخنازير والطيور.. وغيرها.. واليوم كورونا وهي ليست اخطر من سابقيها .
قطعت حديثهم أستاذة سوزان .
السلام عليكم
…أخليت العمل اليوم سيادة المدير .
أستودعكم الله حتى أعود بإذن الله بعد ستة أشهر .
جمعت سوزان أولادها .
حسام خمسة أعوام وليلي سبعة أعوام وعلي تسعة أعوام .
أوصدت كل الأبواب وعلامات الخوف والتوتر واضحة على وجهها .
إسمعوا جيداً .
عندنا الطعام والشراب وكل شيء .
ممنوع النزول إلى الشارع .
سوف أشرح لكم الدروس بنفسي .
ممنوع فتح زجاج النوافذ فقد يدخل منها الفيروس .
حسام : هل سنموت .
علي : لا تخف نحن في أمان طالما داخل المنزل.
ليل : صديقتي ماتت داخل منزلها .
أخذ حسام يبكي بصوت عال.
سوزان : لا تخافي صديقتك كانت تجوب الشوارع فحدثت لها العدوي .
فجأة رن الهاتف .
السيدة سوزان….
… نعم..
والدتك بالمشفي وحالتها حرجة تريد رؤيتك .
…. أين أخي…
خضع لفحوصات هنا هو وكل من جاء معها بالامس وتم حجزه وثلاتة معه بالحجر الصحي .
كيف حدث هذا ؟
.. كان أخي معي منذ وقت قريب وقد يتم حجزي أنا أيضاً .
…لا .لا لن أذهب إليها.
….يا ألهي قد تموت دون أن أراها .
..لكن ماذا بوسعي أفعله .
سامحيني أمي.
لن أترك أولادي وحدهم .
ليلى : أمي هل جدتي ستموت .
…لا تخافي حبيبتي جدتك بخير.
علي : نريد رؤيتها أمي.
…لا .لا ..
..قلت لن نخرج من المنزل..
عم الخوف على وجههم..
فراحت تحكي لهم حكاية الرجل المسافر الذي إنتظره أولاده عاما دون أن يخرجوا من منزلهم وعاد محملا لهم باللعب والهدايا .
….. ناموا جميعاً وهي بجوارهم لم تنم.
فجأة استرعاها صوت سيارة الإسعاف يكسر صمت الليل .وقفت بجوار المنزل .
نظرت من خلف النافذة لتعرف الأمر .
إنهم يحملون مدرس اولادها ميتا .
لقد جن جنونها وراحت تقلب في القنوات الفضائية لتتابع أحدث الأخبار .
أحد القنوات الفضائية. لقد أثبتت الدراسات أن الحيوانات الاليفه قد تنقل العدوي .
جرت بسرعه ونزعت القطة من حضن ليلي وهي نائمة .
ألقت بها من النافذة فأطلقت صرخه مرعبة عند سقوطها على الأرض .
أستيقظت ليلي علي أثرها من نومها مفزوعة .
… أمي .
أين قطتي والدموع تسيل على خديها .
…نامي حبيبتي..
إستمرت في البكاء وأخذت تصرخ وتبحث عنها في كل مكان .
… أمي أفتحي الباب أنا سمعت صوتها بالخارج …
..قلت نامي وفي الصباح سوف تجدينها .
…صوت جرس الباب يرن بطريقة متواصلة .
فتحت سوزان الباب .
طفل يحمل قطة ملطخة بالدماء .
… لقد رأيت هذه تسقط من عندكم . ..
هي قطتكم..
ليلى : نعم قطتي..
…جذبتها أمها الي الخلف..
وراحت تغلق الباب وتقول لا نعرفها .
فأصابت ليلي حالة هستيرية وهي تصرخ قطتي أعرفها فاستيقظ حسام وعلي .
.. سوزان بأعلي صوتها ناموا ناموا .
قطعت ليلي البكاء وناموا وعيونهم تنظر إليها بخوف .
نامت هي الأخرى ثم صحت من نومها لتنظر في الساعة .
.. الليل لم ينتهي بعد .
ما هذا ….
أشخاص ترتدي ملابس بيضاء وأقنعة تملأ المكان .
بعضهم يحاول أخذ الأطفال وهم نائمون .
الآخر . يجذب سوزان من يدها بعنف .
…قائد المجموعة : خذوهم جميعاً إلي السيارة .
.. حالتهم متأخره…
….لا .اولادي.
…لن أتركهم لكم .
… سوف أقتلكم …
أولادي.. على .. حسام… ليلي..
… أمي إستيقظي…
ماذا بك نحن بخير ..
جدتنا في الطريق إلينا هي وخالي
… لقد تأخرنا على حفلة يوم اليتيم بالمدرسة .
#محمد_مصطفي

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading