العاصمة

انشراح الصدر

0

اسلام محمد

اصحاب المال يبحثون عن راحت الصدر بالمال يسكنون في اعالي العمارات وفي افضل الأماكن ويلبسون افضل ثياب ويركبون افضل

وأفخم السيارات كل ذلك وهم يبحثون عن انشارح في الصدر كما تجد من يجلس في بيته وهو مهموم ضيق الصدر تراه يتجول في

الشوارع ويسير بسيارته في باليل وفي وقت الفجر يستنشق الهواء النقي كل ذلك لأنه يبحث عن انشراح الصدر

وبعد هذا اطرح سال لعلي أجد من يجب عليا هل الجاه والسلطان يحقق انشراح في الصدر هل المال يحقق انشراح في الصدر وهذا ما

نتعرف عليه ان شاء الله تعالى
ارسل الله تعالى سيدنا موسى عليه السلام إلى فرعون فقال له اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى فالله

طلب من سيدنا موسى ان يبلغ فرعون ويدعوه الى توحيد الله تعالى فبلغه رسالتي، وادعه إلى عبادتي وتوحيدي وإخلاصي، وذكره أيامي

، وحذره من نقمتي وبأسي، فنظر ماذا طلب سيدنا موسى من الله تعالى قبل أن يذهب إلى فرعون قال رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي

أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي قال ابن كثير في تفسيره (هذا سؤال من موسى عليه السلام لربه عزّ وجلّ، أن يشرح له صدره فيما بعثه به، فإنه قد أمره بأمر عظيم،

وخطب جسيم، بعثه إلى أعظم ملك على وجه الأرض إذ ذاك، وأجبرهم وأشدهم كفراً وأكثرهم جنوداً، وأبلغهم تمرداً، ) انشراح

الصدر أعظم زاد بحملة الداعية فقال: رب اشرح لي صدري ؛ قال السعدي ( أي: وسعه وأفسحه؛ لأتحمل الأذى القولي والفعلي، ولا

يتكدر قلبي بذلك، ولا يضيق صدري؛ فإن الصدر إذا ضاق لم يصلح صاحبه لهداية الخلق ودعوتهم، قال الله لنبيه محمد – صلى الله عليه وسلم-: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو

كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، وعسى الخلق يقبلون الحق مع اللين وسعة الصدر وانشراحه عليهم. ) فقد طلب سيدنا

موسى عليه السلام من الله عز وجل قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ثم ماذا بعد ذلك كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا

اذا لم يكن الهدف من جمع المال هو لتسبيح الله وذكر الله تعالى اذا لم يكن هذا قصدك فعلم انك لن ينشرح صدرك وسيضيق ونينطرب قلبك

نعمت انشراح الصدر من أعظم نعم الله على الناس وقد امتنا الله بها على نبية محمد صلى الله عليه وسلم من غير أن يطلبها من الله تعالى فقال أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ
اسباب انشراح الصدر

قال الإمام ابن القيم – رحمه الله -: “فأعظم أسباب شرح الصدر التوحيدُ، وعلى حسَب كماله وقوته وزيادته يكونُ انشراحُ صدر

صاحبه، قال الله – تعالى -: ﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 22]، وقال – تعالى -: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ

صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125]؛ فالهُدَى والتوحيدُ من أعظم أسباب شرح الصدر، والشِّركُ والضلال من

أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه، ومنها: النور الذي يقذفه الله في قلب العبد، وهو نور الإيمان، فإنه يشرح الصدر ويوسعه، ويفرح

القلب، فإذا فُقِد هذا النور من قلب العبد، ضاق وحرج، وصار في أضيق سجن وأصعبه. وقد روى الترمذي في جامعه عن النبي – صلى الله

عليه وسلم – أنه قال: ((إذا دخل النورُ القلبَ، انفسح وانشرح))، قالوا: وما علامة ذلك يا

رسول الله؟ قال: ((الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت

قبل نزوله))، فيُصِيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور، وكذلك النورُ

الحسيُّ والظلمة الحسية، هذه تشرح الصدر، وهذه تضيقه”؛ “زاد المعاد” (2/23 – 28)

فكل مهتدٍ منشرحُ الصدر، كما كل ضالٍّ ضيِّقُ الصدر منكد، وأعظم ما يَهتَدِي به المرء، ويسعد به، وينشرح به قلبه – التوحيدُ

الخالص، الذي يجعله يستشعر أنه مستمتع بعبودية الله، ومشرَّف ومكرَّم بها في الدنيا

والآخرة؛ كما قال – تعالى -: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13]،

وقال – تعالى -: ﴿ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ﴾ [الحج: 18]، وقال – تعالى -: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]،

ويضرب أحد السلف أروع الأمثلة في انشراح الصدر فإنه كان أقرع الرأس، أبرص البدن،

أعمى العينين، مشلول القدمين واليدين، وكان يقول: “الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به

كثيرًا ممن خلق، وفضَّلني تفضيلاً “، فمر به رجل، فقال له: ممَّ عافاك؟ أعمى، وأبرص،

وأقرع، ومشلول، فممَّ عافاك؟ فقال: ويحك يا رجل! جعل لي لسانًا ذاكرًا، وقلبًا شاكرًا، وبدنًا على البلاء صابرًا!

سبحان الله، وَسِع صبره أن يتحمَّل كل هذه الأمراض برحب الصدر، وبالقلب الشاكر، وباللسان الذاكر، وما ذاك إلا أن مَن رزقه الله

باتباع الهُدَى ودين الحق فإنه لا يضل ولا

يشقى، كما قال – تعالى -: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

أَعْمَى ﴾ [طه: 123- 124]، وقال – تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading