العاصمة

بيان: انعدام المهنية الصحفية بقلم فاطمة ناعوت

0

بيان: انعدام المهنية الصحفية
بقلم فاطمة ناعو

حين لا يعرف طفلٌ صغير ألف باء الأبجدية، فهذا أمرٌ مقبول لأن الطفل سيكبرُ ويتعرّف على الأبجدية مع الأيام، ويتعلم القراءة. ولكن حين يجهلُ صحفيٌّ ناضجٌ يعمل في جريدة كبيرة، ألف باء الأبجدية، ثم يفشل في فهم كلمات بسيطة مكتوبة بلغة شديدة الوضوح، فذلك أمرٌ مُخزٍ يستوجب التوقف أمامه. بل يستوجب الملاحقة القضائية، حين يتنطع ويكتب (وهو لا يعرف القراءة)، ثم يُسيء في كتابته للشرفاء الذين يجيدون الكتابة والبيان.
حين أكتبُ في مقالاتي بكلّ وضوح: (الكيانُ الإسرائيلي المُحتلّ، الدولةُ الصهيونية الفاشية، نحن المصريين نرفضُ قيامَ دولة إسرائيل على أرض فلسطين…. يهود مصر الذين رفضوا مثلنا قيامَ دولة إسرائيل على أرض فلسطين…. الخ)، فيأتي ذلك الصحفي (محمد عبد الرحمن) الذي لا يعرف الأبجدية، ويكتب في جريدة (اليوم السابع) واصفًا كلماتي تلك بأنها (مغازلة لدولة إسرائيل)، فماذا تسمّون هذا؟!!!!!!
اتصلتُ قبل قليل بالأستاذ (خالد صلاح)، رئيس تحرير جريدة “اليوم السابع” التي يعمل بها ذلك الصحفي، فاعترف لي الأستاذ “خالد صلاح” بأنه لا يقرأ الجريدة قبل الطباعة (!!!!) بل يقوم بتلك المهمة الأستاذ (أكرم القصاص). واستنكر بشدّة ما قام به ذلك الصحفي الذي يعمل في جريدته. ثم اعترف لي أيضًا بأنه كتب قبل أيام كلاما يشبه كلامي، وهنأ مثلي اليهود المصريين الوطنين الشرفاء في عيدهم مثلما فعلتُ أنا! فلما سألته: “وهل كان ذلك مغازلة إسرائيل؟” نفى بقوة! فلماذا لم يجرؤ ذلك الصحفي مهووس الشهرة بأن يتهم رئيسه (خالد صلاح) بما اتهمني به؟! رغم أن كلامي شديد الوضوح والبيان في الإشادة بيهود مصر لأنهم رفضوا معنا قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين؟ ثم وعدني الأستاذ (خالد صلاح) بتنزيل اعتذار رسمي غدًا باسم الجريدة.
وحتى لو نزل ذلك الاعتذار، فإن المشكلة قائمة. كيف يُسمح لمن لا يعرفون القراءةَ، بالكتابة في الجرائد؛ فيلوثون وعي الناس بالتُرهات والأكاذيب ويزيدون من مساحة الجهل والتجهيل العمدي التي نحاول جاهدين أن نُقلِّصها في بلادنا؟ أين المهنية في مهنة من المفترض أن تكون من أشرف المهن لأنها تسمو بوعي الناس أن صدقت، أو تنحدر بهم إن قام بها من لا يعرفون أصولها؟!

في مقالي (يهود مصر المصريون) المنشور في جريدة (المصري اليوم) يوم (الخميس ١٣ سبتمبر ٢٠١٨) أوضحتُ الفارق الهائل بين (العقيدة) وبين (لتوجه السياسي الاستعماري).

* • اليهودية (عقيدة)… بينما الصهيونية (توجه سياسي استعماري عنيف وبغيض).
* • المسيحية (عقيدة) …. بينما الصليبية: (توجه سياسي استعماري عنيف وبغيض).
* • الإسلام: (عقيدة دينية) …. بينما تيار الإسلام السياسي مثل: الجهادية والتكفيرية والإخوانية والداعشية: (توجه سياسي استعماري عنيف وبغيض).

ليس كلُّ يهوديٍّ صهيونيًّا. وليس كلُّ مسيحيٍّ صليبيًا، وليس كلُّ مسلمٍ إخوانيًّا أو جهاديًّا أو تكفيريًّا أو داعشيًّا.

هل مازال هناك من يجهلون تلك البديهيات؟ بالطبع هناك كثيرون يجهلونها؛ ولهذا نوضحُها لهم مرارًا وتكرارًا في مقالاتنا ومحاضراتنا. أما أن يجهلها صحفيٌّ، فتلك مصيبةٌ. وأما أن يجهلها صحفيٌّ ثم يُعلن عن جهله في مقال، فتلك مصيبةٌ أكبر. وأما أن يجهلها صحفيٌّ ثم يعلن جهله، ثم يكتب ما يسيء للشرفاء، فتلك المصيبةُ الأعظم التي تستوجب أن تكون قضية رأي عام، مثلما يستوجب المحاكمة.
فاطمة ناعوت
***

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading