العاصمة

تكريم الله تعالي لنبي

0

اسلام محمد

لقد كرم الله النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأمور ومن ذلك
تكريم الله لنبي صلى الله عليه وسلم قبل مولدة فبتسميته محمد

فامنه بنت وهب كانت تحدث أنها عندما حملت بالرسول صلي الله عليه وسلم سمعت من يقول لها إنَّك

قد حملتِ بسيِّد هذه الأمَّة، فإذا وقع إلى الأرض فسمِّيه محمَّدًا، فإنَّ اسمه في التوراة محمد، واسمه في

الإنجيل أحمد، يَحمده أهل السَّماء والأرْض، واسمه في القرآن محمَّد، فسمَّته بذلك ثمَّ جاءت به إلى عبد

المطَّلب فقالت: ولدتُ اللَّيلة غلامًا، فانظر إليْه، فلمَّا جاءها أخبرتْه وحدثته بما كانت رأتْ حين حَمَلت به،

وما قيل لها فيه، وما أُمرت أن تسمِّيه، فأخذه عبد المطلب وأدْخله البيت يطوف به حول الكعبة، ثمَّ قام يدعو ويشْكُر الله – عزَّ وجلَّ.

وقد كرمة الله في نسبه فقال تعالى وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ قال ابن عباس : أي في أصلاب الآباء ، آدم

ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيا . تفسير القرطبي فهو من أشرف الأنساب وأكرم بيوت الإعراب صانه الله من سفاح الجاهلين ونقلة من اصلاب طاهرة إلى الأرحام

الطاهرة جيلا بعد جيل فاصطفى من ولد إسماعيل كنانة ومن كنانة قريش ومن قريش بن هاشم فهو صلى الله عليه وسلم خيار من خيار من خيار قال النبي صلى

الله عليه وسلم – إنَّ اللَّهَ اصطفى مِن ولدِ إبراهيمَ ، إسماعيلَ ، واصطَفى من ولدِ إسماعيلَ بَني كنانةَ ، واصطَفى من بَني كنانةَ قُرَيْشًا ، واصطفى من قُرَيْشٍ

بَني هاشمٍ ، واصطَفاني من بَني هاشمٍ

فالنبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أفضلُ الخلقِ نَفْسًا، وأفضَلُهم نسَبًا؛ اصطفاه اللهُ تعالى مِن أشرَفِ الأنسابِ

وأكرَمِها، كما يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في هذا الحديثِ: “إنَّ اللهَ اصطَفى”، أي: اختار “مِن ولَدِ إبراهيمَ إسماعيلَ”، أي: إنَّ اللهَ اصطفى مِن ذُرِّيَّةِ إبراهيمَ عليه

السَّلامُ، ولَدَه إسماعيلَ وكان رسولًا نبيًّا، “واصطفى”، واختار “مِن ولَدِ إسماعيلَ”، أي: مِن ذُرِّيَّةِ إسماعيلَ “بَني

كِنانةَ”، وهم قَبائلُ أبوهم كِنانةُ بنُ خُزيمةَ، “واصطفى مِن بَني كِنانةَ قُريشًا”، أي: واختار اللهُ مِن قَبائلِ كِنانةَ

قَبيلةَ قُريشٍ”، وهم أبناءُ نَضْرِ بنِ كِنانةَ، كانوا قد

اختَلفوا في البِلادِ، فجمَعهم قُصيُّ بنُ كِلابٍ في مَكَّةَ؛ ولذلك سُمُّوا قُريشًا، مِن التَّقريشِ، وهو الجمعُ؛ لأنَّه

جمَعَهم، ومعنى الاختيارِ والاصطِفاءِ باعتبارِ خِصالِهم الحَميدةِ وكريمِ أخلاقِهم، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: “واصطفى”، أي: واختار “مِن قُريشٍ”، أي: مِن

قَبليةِ قُريشٍ “بَني هاشمٍ”، أي: إنَّ بَني هاشمٍ هم أفضلُ أبناءِ قُريشٍ، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم

“واصطَفاني”، أي: إنَّ اللهَ اختارَني “مِن بَني هاشمٍ”؛

فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مِن خِيارِ قُريشٍ، ثمَّ مِن خِيارِ الهاشِميِّين، فهو صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خيارٌ مِن خيارِ مِن خِيارٍ، صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.

واما تكريم الله لنبي صلى الله عليه وسلم في حياته فقد رفع ذكرة في الدنيا والآخرة فلا يذكر الله إلا إذا

ذكر معه النبي صلى الله عليه وسلم وصدق الله لما قال وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ قال السعدي في تفسيره أي: أعلينا

قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله

صلى الله عليه وسلم، كما في الدخول في الإسلام،

وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وعن أبي سعيد ،

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” أتاني جبريل فقال : إن ربي وربك يقول

: كيف رفعت ذكرك ؟ قال : الله أعلم . قال : إذا ذكرت ذكرتُ معي ” ، وكذا رواه ابن أبي حاتم ،
قال حسان بن ثابت
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَد ُوضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ ،إذا قَالَ في الخَمْسِ

المُؤذِّنُ أشْهَدُ وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجله فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ
فالنبي صلى الله عليه وسلم يذكر بذكر الله تعالى في الشهادتين والأذان والإقامة والخطب وفي القرآن فقد

قرن الله تعالى طاعته بطاعته مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ۖ وَمَنْ تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا

يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد صلى اللّه عليه وسلم بأن من أطاعه فقد أطاع اللّه، ومن عصاه فقد عصى اللّه، وما ذاك إلا لأنه

{ ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} قال ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :

(من أطاعني فقد أطاع اللّه، ومن عصاني فقد عصى اللّه ؛
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها

إحداهما: قول الله تعالى: ” أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ” فمن أطاع الله ولم يطع الرسول لم يقبل منه .
الثانية: قول الله تعالى: ” وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ” فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه.

الثالثة: قول الله تعالى: ” أن اشكر لي ولوالديك ” فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لم يقبل منه

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading