العاصمة

حقوقُُ مهجورة …. متابعة …اسلام محمد

0

متابعه اسلام محمد

ومع أول حق من حقوق الطريق غض البصر

والبصر مفتاح يطلقه الإنسان حيث شاء وكم من نظرةٍ اورثت همً عظيما وذنبن

جسيما فالبصر له أهمية كبير على الإنسان وهتمام بالغ في شتى جوانب حياته

والإسلام أمرن يحسن استغلال البصر في حياتنا وتجنب النظر في ما حرما الله قال

الله سبحانه وتعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى

لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) لنور: 30 فيعتبر البصر من أعظم النوافذ إلى القلب

قال ألإمام القرطبي رحمه الله ( البصر الباب ألأكبر إلى القلب وأعمر طرق

الحواس إليه ) وان مجرد النظر إلى النساء والحديث معهم يضعف عند الرجال

ألذاكره لديهم ويخفض ألأداء العقلي بشكل كبير

ان غض البصر سهم مسموم يصيبُ الله به من يشاء اجعل افرجه يتطلب إلى

ما وراء ذالك قال صل الله عل يه وسلم العين تزني وزناها النظر وقال ابن القيم

رحمه الله ليس على العبد شيء لضر من اطلاق بصره فانه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه
وقال النبي صل الله عليه وسلم كما عند

الترمذي وأبو داوود قال يا علي لا تتبع

النظرة النظرة فان لك الأولى وليست لك الآخرة فالنظرة الأولى ليس مأخذ عليها لا

تحاسب عليها ا اما النظرة الثانية أنت

مأخذ ومحاسبٌ عليها فالنظرة الاولى قد لا

يتبع الشيطان الإنسان فيها فيجعله يتخيل

المرأة ويتخيل مظهرها الداخلي فصرف

نظرك من المرة الاولى

عن محمد بن يزيد بن خنيس المكي قال:

سمعت سفيان الثوري سئل عن قوله تعالى

: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً} [النساء: 28]. ما

ضعفه؟ قال: المرأة تمر بالرجل، فلا يملك

نفسه عن النظر إليها، ولا هو ينتفع بها؛ فأي

شيء أضعف من هذا؟حلية الأولياء(68/7

(سئل ابن عباس عن قوله تعالى يعام

خائنت الاعين وما تخفي الصدور قال هو

الرجل يكون في القوم فتمر عليهم المرأة فيريهم انه يغض بصره عنها فاذا انشغل

عنه رفع بصره فنظر اليها وقد اطلع الله الى قلبه ود لو ينظر الى عورتها)

يحكي الامام ابن الجوزي رحمه الله قصة رجل مؤذن كان يصعد على سطح المسجد

بإذن وفي يومً من الايام نظر الى البيت الذي بجوار المسجد وكانت تسكن هذا

البيت فتات نصرانيه جميله فلم راءها فتن وقطع الاذان ونزل من على سطح المسجد

فذهب الى الفتاه في المنزل فقالت ماذا تريد قال اريدكي لنفسي قالت هذا لا يحل

لي حتى تترك دينك فقال انا بريء من

الاسلام ومما جاء به محمد قالت اذا تاكل من لحم الخنزير وتشرب الخمر فاكل

وشرب الخمر وبعد ذالك قالت له انتظر حتى يأتي ابي وتطلبني منه وتعش معي

في الحلال ولاكن تستطيع ان تجلس معي فصعد على سطح البيت حتى ياتي ابي

ولم صعد على سطح المنزل لم يتمالك نفسه فسقط من اعلى البيت فلم يستمتع

بهذه المرأة ولم يبقى على اسلامه ومات

بعد ان ترك الدنيا وخسر الدنيا والاخرة
وكذالك يروي الحافظ بن كثير في كتاب

البداية والنهاية في احداث 278 ه يقول وفي هذا العام مات عبده ابن عبد الرحيم

قبحه الله كما يقول ابن كثير يقول كان يغزو مع المسلمين في بلاد الروم وكان

حافظٍ لكلام الله سبحانه وتعالى وكان يوم من ذات الايام احد الفتحات الإسلامية في

بلاد الروم فاحد الحصون نظر الى امرات من بلاد الروم في ذات الحسن والجمال

ففتنا به فارسل اليها كيف الوصول اليها قالت تترك دينك وتتنصر وتاتي الينا وتنال

ما تريد وترك دينه كله وذهب اليها وعاش معها وكان الامر شديد مع المسلمين وحزن

حزنً شديد على ذلك وبعد ذلك بسنوات عادو المسلمين ليقاتل في نفس المكان

فراء نفس الرجل فقال ما فعل قرانك وصلاتك وجهادك وذكرك لله قال اخبركم

اني قد نسيت القران ولم اتذكر منه الا قوله تعالى ربما يود الذين كفر لو كانوا

مسلمين فهذا كله من اجل نظره إنه إطلاق البصر الذي حزر من ربنا جلا وعلا وحذر

منه رسول الله صل الله عليه وسلم من عاقبت ضراره فكم فسد بسببه عابد وكم

ضل من ناسك وكم فسد بعد إصلاح شباب وفتيات ربما كان حمائم في المساجد

وفوارس في تحفيظ القران
وكان حال السلف في غض البصر لهم شانٌ

عظيم في حفظ أنفسهم ، وفي عدم إطلاق

أبصارهم ، وفي صيانة قلوبهم عن الفساد بالنظر الحرام

قال ابن مسعود حفظ البصر اشد من حفظ السان وقال وكيع ابن الجراح خرجنا يوم

عيد مع سفيان الثوري فقال لهم ليكن اول

ما نبدى به يومنا هذا غض البصر شجاع ابن شاه من عمر ظاهره باتباع السنة

وباطنه بدوام المراقبة وغض بصره عن

المحارم وكف نقسه عن الشهاوات لم تخطا له فراسة

جابر بن عبد الله الأنصاري: أن فتى من

الأنصار يقال له ثعلبة بن عبد الرحمن:

أسلم، فكان يخدم النبي – صلى الله عليه وسلم -؛ بعثه في حاجة، فمر بباب رجل

من الأنصار، فرأى امرأة الأنصاري تغتسل، فكرر النظر إليها؛ وخاف أن ينزل الوحي

على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فخرج هارباً على وجهه، فأتى جبالاً بين

مكة والمدينة، فولجها؛ ففقده رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أربعين يوماً، وهي

الأيام التي قالوا: ودعه ربه وقلى؛ ثم إن جبريل عليه السلام نزل على رسول الله –

صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا محمد، إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن الهارب

من أمتك بين هذه الجبال، يتعوذ بي من ناري؛ فقال رسول الله – صلى الله عليه

وسلم -: «يا عمر، ويا سلمان، انطلقا، فأتياني بثعلبة بن عبد الرحمن» فخرجا في

أنقاب المدينة، فلقيهما راع من رعاء المدينة، يقال له: رفاقة؛ فقال له عمر: يا

رفاقة، هل لك علم بشاب بين هذه الجبال، فقال له رفاقة: لعلك تريد الهارب من

جهنم، فقال له عمر: وما علمك أنه هارب من جهنم؟ قال: لأنه إذا كان جوف الليل،

خرج علينا من هذه الجبال، واضعاً يده

على رأسه، وهو يقول: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح، وجسدي في الأجساد،

ولم تجردني في فصل القضاء، قال عمر: إياه نريد؛ قال: فانطلق بهم رفاقة، فلما كان

في جوف الليل: خرج عليهم من بين تلك الجبال، واضعاً يده على أم رأسه، وهو

يقول: يا ليتك قبضت روحي في الأرواح، وجسدي في الأجساد، ولم تجردني لفصل

القضاء؛ قال: فعدا عليه عمر، فاحتضنه، فقال: الأمان، الخلاص من النار؛ فقال له

عمر: أنا عمر بن الخطاب، فقال: يا عمر، هل علم رسول الله – صلى الله عليه وسلم –

بذنبي؟ قال: لا علم لي، إلا أنه ذكرك بالأمس، فبكي رسول الله – صلى الله عليه

وسلم -، فارسلني أنا وسلمان في طلبك؛ فقال: يا عمر، لا تدخلني عليه، إلا وهو

يصلي، وبلال يقول: قد قامت الصلاة، قال: أفعل؛ فأقبلا به إلى المدينة، فوافقوا

رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو في صلاة الغداة، فبدر عمر وسلمان

الصف، فما سمع قراءة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، حتى خر مغشياً عليه؛

فلما سلم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: يا عمر، ويا سلمان، ما فعل

ثعلبة بن عبد الرحمن؟ قالا: هو ذا يا رسول الله، فقام رسول الله – صلى ا

رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، حتى خر مغشياً عليه؛ فلما سلم رسول الله –

صلى الله عليه وسلم – قال: يا عمر، ويا سلمان، ما فعل ثعلبة بن عبد الرحمن؟

قالا: هو ذا يا رسول الله، فقام رسول الله –

صلى الله عليه وسلم – قائماً، فقال: «ثعلبة» قال: لبيك يا رسول الله، فنظر

إليه، فقال «ما غيبك عني؟» قال: ذنبي يا رسول الله، قال: «أفلا أدلك على آية تكفر

الذنوب والخطايا؟» قال: بلى يا رسول الله، قال: قل: «اللهم، آتنا في الدنيا حسنة،

وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار»؛ قال: قال: ذنبي أعظم يا رسول الله، فقال

رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «بل كلام الله أعظم» ثم أمره رسول الله –

صلى الله عليه وسلم – بالانصراف إلى منزله، فمرض ثمانية أيام؛ فجاء سلمان

إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -،

فقال: يا رسول الله، هل لك في ثعلبة نأته لما به، فقال رسول الله – صلى الله عليه

وسلم – «قوموا بنا إليه» فلما دخل عليه، أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم –

رأسه، فوضعه في حجره، فأزال رأسه عن حجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم

-، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «لم أزلت رأسك عن حجري؟»

قال: إنه من الذنوب ملآن؛ قال: «ما تجد؟» قال: أجد مثل دبيب النمل بين جلدي

وعظمي، قال: «فما تشتهي؟» قال: مغفرة ربي؛ قال: فنزل جبريل عليه السلام على

رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن ربك يقرئ عليك السلام، ويقول: لو أن

عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة، لقيته بقرابها مغفرة، فقال له رسول الله –

صلى الله عليه وسلم -: «أفلا أعلمه ذلك» قال: بلى؛

ثل دبيب النمل بين جلدي وعظمي، قال: «فما تشتهي؟» قال: مغفرة ربي؛ قال:

فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن ربك

يقرئ عليك السلام، ويقول: لو أن عبدي هذا لقيني بقراب الأرض خطيئة، لقيته

بمغفرة، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «أفلا أعلمه ذلك» قال: بلى؛

فأعلمه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بذلك، فصاح صيحة، فمات؛ فأمر رسول

الله – صلى الله عليه وسلم – بغسله، وكفنه، وصلى عليه؛ فجعل رسول الله – صلى الله

عليه وسلم – يمشي على أطراف أنامله؛ فقالوا: يا رسول الله، رأيناك تمشي على

أطراف أناملك؛ قال: «والذي بعثني بالحق نبياً: ما قدرت أن أضع رجلي على الأرض،

من كثرة أجنحة من نزل لتشييعه من الملائكة» (.حلية الأولياء (330.331/9

فهذا كلامٌ عَالٍ ، لِشيخِ الإِسلامِ ابن القيِّمِ ألجوزي – رحمه اللهُ – عَن فوائِدِ غضِّ ا

، مِن كتابِه الرائعِ “الجوابُ الكافي”

، . قَالَ الشَّيخُ – رَحمَه اللهُ – :

(( … وَفِي غَضِّ البَصرَ عِدَّةُ مَنافِعَ : أَحَدُها : أنَّه امتثَالٌ لأمرِ اللهِ الذِي هُو غَايَةُ سَعادةِ

العبدِ فِي مَعاشِهِ وَمعادِهِ ، وَلَيسَ لِلعبدِ فِي دُنياهُ وَآخرَتِه أَنفعُ مِن امتِثالِ أَوَامِرِ ربِّه

– تَبارَك وَتعالَى – ، وَمَا سَعِدَ مَن سَعدَ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ إلا بِامتِثَالِ أَوامِرِهِ ،وَما شَقِيَ

مَن شَقيَ فِي الدُّنيا وَالآخِرةِ إلا بِتَضييعِ أَوامرِهِ . الثاني : أَنه يَمنعُ مِن وُصولِ أَثرِ

السُّمِّ المَسمومِ الذي لَعل فِيه هَلاكَهُ إلَى قَلبِهِ . الثَّالِثُ : أنَّه يُورِثُ القَلبَ أُنسَاً بِاللهِ

وَجَمعيَّةً عَلى اللهِ ؛ فإنَّ إِطلاقَ البَصرِ يٌفرَقُ القلبَ وَيُشتِّتُه وَيُبعدُه مِن اللهِ ، وَليسَ

عَلى العبدِ شَيءٌ أَضَرَّ مِن إِطلاقِ البَصرِ ؛ فَإنَّه يُوقِعُ الوَحشَةَ بَين العَبدِ وَبينَ ربِّه .

الرَّابِعُ : أنَّه يُقَوِّي القَلبَ وَيُفرِحُه ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَ البَصَرِ يُضعِفُه وَيُحزِنُه. الخَامِسُ :

أَنَّهُ يُكسِبُ القَلبَ نُورَاً ، كَمَا أَنَّ إِطلاقَهُ يُكسِبُهُ ظُلمَةً ، وَلِهذَا ؛ ذَكَرَ – سُبحَانَه – آيَةَ النُّورِ عقِيبَ الأَمرِ بِغَضِّ البَصَرِ ؛ فَقَالَ :

( قُل لِلمُؤمِنِينَ يَغُضُّوا مِن أَبصَارِهِم ، وَيَحفَظُوا فُرُوجَهُم ) ، ثُمَّ قَالَ إثرَ ذَلِك

: ( اللهُ نُورُ السَّمواتِ والأَرضِ ، مَثَلُ نُورِهِ كَمِشكَاةٍ فِيهَا مِصبَاحٌ ) أَيً : مَثَلُ نُورِهِ فِي

قَلبِ عَبدِه المُؤمِنِ ، الذِي امتَثَلَ أَوَامِرَهُ ، وَاجتَنَبَ نَواهِيَهُ ، وَإِذَا استَنَارَ القَلبُ أَقبَلَت

وُفُودُ الخَيراتِ إلَيهِ مِن كُلِّ جَانِبٍ كَمَا أَنَّه إِذَا أَظلَمَ أَقبَلَت سَحَائِبُ البَلاءِ وَالشَّرِّ عَلَيهِ

مِن كُلِّ مَكَانٍ ، فَمَا شِئت مِن بِدعَةٍ وَضَلالَةٍ وَاتِّبَاعِ هَوىً واجتِنَابِ هُدَىً وَإِعرَاضٍ عَن

أَسبَابِ السَّعَادةِ واشتِغالٍ بأسبابِ الشَّقَاوةِ : فإنَّ ذلك إنَّما يَكشِفُه له النُّورُ الذِي فِي

القَلبِ ؛ فإذَا فُقِدَ ذلك النُّورُ بَقِيَ صَاحِبُه كَالأَعمَى الذي يَجُوسُ فِي حَنادِسِ الظَّلامِ .

السَّاِدسُ : أَنَّه يُورِثُ الفِراسَةَ الصَّادِقَةَ التِي يُمَيَّزُ بِها بَينَ المُحِقِّ والمُبطِلِ ، والصَّادِقِ

والكاذِبِ ، وَكانَ شُجاعٌ الكِرمَانيُّ يَقُولُ : ” مَن عَمَّرَ ظَاهِرَه بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ ، وَبَاطِنَه

بِدَوَامِ المُرَاقَبَةِ ، وَغَضَّ بَصَرَه عَنِ المَحَارِمِ ، وَكفَّ نَفسَه عَنِ الشَّهَوَاتِ ، وَاعتَادَ أَكلَ

الحَلالِ : لَم تُخطئ لَهُ فِرَاسَةٌ ” .

وَكَانَ شُجَاعٌ هذا لا تُخطِئُ لَه فِرَاسَةٌ ، وَاللهُ – سُبحانَه – يَجزِي العَبدَ عَلى عَمَلِه بِمَا

هُو مِن جِنسِ عَمَلِه ، وَ

(مَن تَرَكَ شَيئاً للهِ عَوَّضَه اللهُ خَيرَاً مِنهُ . فَإذَا غَضَّ بَصَرَه عَن مَحارِمِ اللهِ عَوَّضَه اللهُ

بأن يُطلِقَ نُورَ بَصيرَتِه عوضَاً عَن حبسِهِ بَصَرَه للهِ ، وَيفتَحُ له بَابَ العِلمِ وَالإيمانِ

وَالمَعرِفَةِ وَالفِرَاسَةِ الصَّادِقَةِ المُصِيبَةِ ، التي إنَّمَا تُنالُ بِبَصِيرةِ القَلبِ ، وَضِدُّ هذَا مَا

وَصَفَ اللهُ بِه اللُّوطِيَّةَ مِنَ العَمَهِ الذِي هُوَ ضِدُّ البَصِيرَةِ ، فَقَالَ تَعَالَى

: (لَعَمرُكَ إِنَّهم لَفِي سَكرَتِهِم يَعمَهُون ) . فَوَصَفَهم بِالسَّكرَةِ ، التِي هِيَ فَسَادُ العَقلِ ، وَ

الذِي هُوَ فَسَادُ البَصَرِ ، فَالتَّعَلُّقُ بِالصُّوَرِ يُوجِبُ فَسَادَ العَقلِ ، وَعَمَهُ البَصِيرةِ يُسكِرُ

القَلبَ ، كَمَا قَالَ القَائلُ : سَكران سُكرَ هَوىً وَسُكرَ مَدامَةٍ * وَمَتَى إِفَاقَةُ مَن بِه سُكران

وَقَالَ الآخَرُ : قَالُوا جُنِنتَ بِمَن تَهوَى فَقُلتُ لَهم : العِشقُ أَعظَمُ مِما بِالمَجَانِين * العِشقُ

لا يَستَفِيقُ الدَّهرَ صَاحِبُه * وَإِنَّما يُصرَعُ المَجنونُ فِي الحِينِ . السَّابِعُ : أَنَّه يُورِثُ

القَلبَ ثَباتَاً وَشَجاعَةً وَقُوَّةً وَيجمَعُ اللهُ لَهُ بَينَ سُلطانِ البَصِيرَةِ وَالحُجَّةِ وَسُلطَانِ

القُدرَةِ وَالقُوَّةِ ، كَمَا فِي الأَثَرِ

: (الذِي يُخالِفُ هَوَاه يَفِرُّ الشَّيطانُ مِن ظِلِّهِ) ، وَمِثلُ هذَا تَجِدُه فِي المُتَّبِعِ هَواهُ مِن ذُلِّ

النَّفسِ وَوَضَاعَتِهَا وََمَهَانَتِهَا وَخِسَّتِهَا وَحَقَارَتِهَا وَمَا جَعَلَ اللهُ – سُبحانَه – فِيمَن

عَصَاه ، كَمَا قَالَ الحَسَنُ : “إِنَّهُم – وَإن طَقطَقَت بِهِمُ البِغَالُ وَهَملَجَت بِهِمُ البَراذِينُ

– : فَإنَّ ذُلَّ المَعصِيَةِ لا يُفَارِقُ رِقَابَهُم ، أَبَى اللهُ إِلا أَن يُذِلَّ مَن عَصَاهُ ” . وَقَد جَعَلَ اللهُ

– سُبحانَه – العِزَّ قَرينَ طَاعَتِه ، وَالذُّلَّ قَرِينَ مَعصِيَتِه ،فَقَالَ تَعالى

: (وَللهِ العِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَللمُؤمِنين ) ، وَقَال – تَعَالَى – : (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحزَنُوا وَأنتُمُ

الأعلَونَ إن كُنتُم مؤمنين ) ، وَالإِيمانُ قَولٌ وَعَمَلٌ ظَاهِرٌ وَبَاطِنٌ . وَقَال – تَعَالى

– : ( مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَلِلهِ العِزَّةُ جَمِيعاً ، إليهِ َ

يصعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ ، وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرفَعُه ، أَي : مَن كَانَ يُرِيدُ العِزَّةَ فَليَطلُبها بِطاعِةِ

اللهِ وَذِكْرِهِ مِن الكَلِمِ الطِّيِّبِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَفي دُعاءِ القُنوتِ :”إنه لا يَذِلُّ مَن وَالَيتَ

، وَلا يَعِزُّ مَن عَاديتَ ” وَمَن أَطَاعَ اللهَ فَقَد

وَالاه فِيما أَطَاعَه فِيه ، وَلَه مِن العِزِّ بِحَسَبِ طَاعَتِه ، وَمَن عَصَاه فَقَد عَادَاه فِيمَا عَصَاه

فِيه ، وَلَه مِن الذُّلِّ بِحَسَبِ مَعصِيَتِه

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading