العاصمة

دلائل علي حكمة الله من إيصاء الرجال بالنساء خيرا

0

كتبت : أسماء فكري السعيد علي

الرجل والمرأة .. وجهان لعمله واحدة ألا وهي المجتمع فلا مجتمع يقوم ويقوي بدون الرجل ولا مجتمع

يكتمل بدون وجود المرأة فيه .. وجميع شعوب العالم المتحضر والمتفهم يعلمون هذا ويعرفون أن كل

مجتمع مكون من عنصرين أساسيين لبناؤه يكون الرجل والمرأة هم أعمدة هذا البناء .. ولذلك نجد في

المجتمعات المتحضرة يتفهمون دور المرأة ويعطونها من الحقوق ما للرجل في كل شئ وكل المجالات بل

نراهم يعملون علي حمايتها والدفاع عنها بإستماتة لو تعرضت للأذي أو الإضطهاد من جانب الرجل ..

المرأة هناك في مثل تلك المجتمعات التي من المفروض غير مسلمة ولا تعرف أن رسولنا الكريم أمر الرجل

بالإستوصاء خيرا بالنساء يعاملون المرأة كأميرة تشارك الرجل العمل والحقوق والتي تتميز فيها عن الرجل

أكثر بكثير فهناك قوانين تعطي للمرأة الحق في الدفاع عن نفسها ومالها وقوانين صارمة تعاقب كل من

أذي المرأة جسديا أو لفظيا أو معنويا .. ولهذا تجد أن المرأة لها من الحريات في بلاد الغرب المتقدمة ما يوفر

لها حريتها وقدرتها علي اثبات ذاتها وتكوينها لأسرة سليمة البنيان والتي هي في الأساس لبنة أي مجتمع

فيخرج أبناء أسوياء ناجحون ينشأون علي الحب والتفاهم والمعايشة بين كل من الجنسين الرجل والمرأة

يتعلمون فكرة المساعدة في كل شئ داخل المنزل وخارجه وتحقيق الذات التي وجدوها بين أبويهم ..


عجبا .. يحدث هذا في بلاد تدين بغير الإسلام .. أما في دول الإسلام ويا أسفاه ستجد العكس تماما .. 


النظرة الذكورية للمرأة قاسية .. فالرجل من حقه كل شئ والمرأة لا شئ .. الرجل يعمل فقط فهي مهمته

أما المرأة ولو سمح لها بالعمل فهي تعمل وتربي الأبناء وترعي الزوج بالبيت وتقوم بكل شئ من أعمال

المنزل المحتومة عليها والرجل متأنتخ لا يعمل شيئا غير الأكل والنوم وإعطاء الأوامر لزوجته أو لأمه أو

لأخته بالعمل علي راحته حتي لو تعبوا هم ..


وكثيرا ما قرأنا وسمعنا عن الحوادث المرتبطة بالتفرقة بين الرجل والمرأة كقضايا الميراث والتي نجد فيها

الابن يحرم أمه وأخته من الميراث الذي أحله وشرعه الله لهم أو حتي عندما يسمح لها بأخذ ميراثها لا

تأخذه كاملا بل تترك نصيبا لها من كل شئ وكأن الرجل هو من يضع قانون الميراث وليس هي قوانين

إلاهية وضعها الله وفسرها في كتابه الكريم ..

يس الميراث فحسب فمشكلة العمل والتي هي حق للرجل فقط وليس للمرأة أن تختار أن تعمل فيجب أن

يوافق لها الرجل كأبيها أو أخيها وإن لم يوجدوا فخالها أو عمها وبعد ذلك زوجها والتي تكون مصير المرأة

بيدهم فمع رفضهم ليس لها حق الاعتراض أو التمسك بحقها ولو فعلت لاقت الذل والإهانة والضرب

والحرمان من كل شئ ..


وأيضا جرائم هتك العرض والتحرش والتي يوجد لها قوانين مليئة بالثغرات التي تجعل الجاني الذكوري

ينجو من جريمته بحق الأنثي المجني عليها .. وأيضا إجبار الرجل للمرأة علي العيش معه وإذلالها مستغلا

أن حق التطليق بيده فيفعل به ما يشاء .. والخيانة من حق الرجل والمرأة يجب عليها تقبلها ولا ترفضها فهو

رجل .. الكذب والغش والضحك علي بنات الناس للرجل وليس للمرأة الدفاع عن حقها خوفا من أن تفضح

فهي أنثي يعيبها كل شئ أما هو رجل يعطي نفسه كل الحق في كل شئ ..


وغيره من المواضيع المتعلقة بالتفرقة بين الرجل والمرأة لو جلست أياما وشهورا أتكلم عنها لن تكفي ..

ولذلك قررت أن أقف لحظة من حالي وأراجع حكمة الله من معاني ذكرها بكتابه العزيز يستغلها الرجل ليزيد

إفتراءا وتمييزا عن المرأة لأخبرك أيها الرجل أنك مأمور بأن تكون سندا للمرأة .. معها لا عليها ..


فالله تعالي قال في كتابه الكريم ( .. الرجال قوامون علي النساء ..) مفسرا معني القوامة مثلما تهوي

علي أنك أقوي من المرأة تفتري عليها كما تشاء .. ولكن لما تذكر بداية الآية فقط ولم تكملها للنهاية فالله

تعالي قال في كتابه الكريم ( الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم .. ) .. فالأفضلية هنا يا رجل ليس لقوتك ولكن لرعايتك للمرأة ورعاية مصالحها والعمل علي راحتها والإنفاق عليها .. هذا هو معني القوامة التي ذكره الله والذي أمرك فيه برعاية المرأة والحفاظ عليها ..
وحق الرجل في تعدد الزوجات مستغلين قول الله تعالى في كتابه الكريم ( مثني وثلاث ورباع ) ليعطوا نفسهم الحق في تعدد الزوجات مستدلين بأنه أمر من الله قد شرعه .. فلتكمل الآية يا رجل فلم تنسي قوله تعالي ( وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة ) .. فالله تعالي قد شرع بالفعل تعدد الزوجات والزواج مثني وثلاث ورباع ولكن وضع شروطا لهذا ومن أهم تلك الشروط هي العدل بين الزوجات ولأنه ومعروف عن الرجل أنه لا يستطيع تحقيق العدل والمساواة بين زوجاته فأكمل الله آيته بهذه ال ( إن ) الشرطية بالأمر بالإكتفاء بواحدة لو لم تستطع تحقق العدل .. ولعلنا نجد كيف كان رسولنا الكريم عادلا بين زوجاته وإبلاغهم بميل قلبه للسيدة عائشة وإستئذانه منهم وهو في مرضه أن يموت في حجر عائشة .. وطلبه من ربه وهو خير خلق الله أن يسامحه علي حبه الزائد للسيدة عائشة عن باقي زوجاته رضي الله عنهم جميعا لاجئا له أن يسامحه فيما لا يملك .. وهذا دليل علي الحرص علي العدل بين الزوجات والذي انعدم في مجتمعنا الآن .. فالزوج يتزوج ثانية ليذل الأولي أو كاسرا لأنفها أو لأسباب أخري يكون له الحق بها لا يعلمها غير الله ..
وحق التطليق لما أعطاه الله للرجل فقط .. ألم تتدبر الحكمة في ذلك يارجل وجعلك أنت من بيدك الطلاق ليس لحبس المرأة ولا لإكراهها العيش معك بدون رغبتها ولو كان ذلك لما كان أعطاها الحق في الخلع لتطلق نفسها منك حماية لها ولأبناؤها .. ولكن من المعروف أن المرأة يحكمها القلب وليس العقل ففي لحظة غضب قد تدمر كل شئ ولكن أنت لعقلك يارجل تستطيع تدبر وحكم الأمور .. ولهذا جعل حق التطليق بيدك .. ولكن في زمننا هذا نرغم المرأة علي العيش والذل ولا نعطيها أبسط حقوقها أن تعيش حياة كريمة ..
وحكمة الله في تشريع الميراث للمرأة والرجل ليس إلا لتشاركه فيما شرعه الله .. واجعلني أخبرك أيها الرجل ألم تسأل نفسك يوما لما جعل لك مثل الأنثيين .. سأجيبك وأقول حفاظا لحقك يارجل فالنصف الأول هو حقك مثلها أما النصف الثاني جعله لك رحمة من الله بالأنثي فمن هو مخول بالسؤال عنها ومراعاتها هو أنت فحفاظا علي حقك مثلها جعل لك الضعف لتراعي الله فيها كأخت أو أم أو أيا كان الصفة لها ..
وبالرغم من ذلك نجد في زمننا هذا العكس .. فالرجل يحرم الأنثي من ميراثها بحجة أنها إمرأة أو يساومها علي مالها من ورث أن تترك جزءا منه أو كله حتي يبرها ويراعيها ناسيا أن هناك الله هو من يراعي ويلطف بها ..

نأتي إلي أخر موضع ديني وهو الحكمة من أن الله قد خلق حواء من آدم وخلقها من ضلع أعوج .. وسأجيب وأقول الحكمة لك يارجل أن تشعر بها لأنها منك فالأم هي أحن الناس علي ابنها لأنه خلق وخرج منها والأصل أن المرأة خلقت منك وبالتالي وكالفطرة تكون عليها أحن ورحيما .. والإعوجاج هو رمز للضعف ولذلك هي خلقت من ضلع أعوج لأنها كائن ضعيف يحتاج من يرعاه وليس من هي ترعاه ..
فمعذرة في زمننا هذا انقلبت الآية وأصبح الرجل ( الغالبية منهم وليس الكل ) قاسيا غير رحيما بمن خلقت منه وأصبح عويلا علي زوجته بمعني أنها هي من تعمل وتعيله ولا يبالي بتعبها ولو تذمرت لكان الرد عليها الضرب والإهانة أو الطلاق والإلقاء في الطرقات وحرمانها من أبنائها وغيرها من الأهوال .. ولعلنا رأينا الكثير من الأمثلة علي ذلك
وتوصية الرسول بالنساء خيرا .. فرسولنا الكريم قد أوصي في حجة الوداع علي النساء خيرا لعلمه بأن المرأة بالرغم من أنها أكثر تحملا من الرجل ولكنها تحتاج دائما للتقدير من الرجل والذي كان رسولنا الكريم يعلم أنها لن تجده ولذلك كان أكثر حرصا علي الإيصاء بهم خيرا ليكون أمرا نبويا توج وتأكد بالقرآن الكريم ليتحول لأمر رباني .. ومع الأسف مثله مثل الكثير من الأمور الربانية لا تنفذ ..
نهاية القول .. فرسالتي مما تحدثت به مسبقا أنني أذكرك يا رجل وأوقظك من غفلة أنت بها لتعلم أن الأسرة لو كانت نواة المجتمع فالمرأة هي نواة تلك الأسرة فبراحتها وصلاح حالها يصلح المجتمع ..

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading