العاصمة

شبح المجاري

0

إيمان العادلى

انا تحت المايه و أنبوبة الأكسجين قربت تخلص، بس انا لازم اخلص المهمة اللي اتكلفت بيها مهما حصل لأن

مفيش حد غيري يقدر ينفذها….فضلت أعوم لفترة كبيرة لحد لما وصلت للجزء الي سدّ مجرى المايه،

طلعت شوية حاجات من بدلتي، كانت عبارة عن ماية نار وشوية مواد عشان تسيح اي حاجة عاملة سدد ف

مجرى المايه، فضلت احط المواد وفعلاً المجري اتفتح تاني لكن من سرعة سحب الماية اتسحبت شوية من

المواد الي بستخدمها في المجرى منها، و اللي كانت زي ما قولت ماية نار و غيرها من المواد شديدة الخطورة…

وقتها كنت قررت أن انا كدة خلاص خلصت مهمتي و لازم اطلع لكن وانا طالع الاكسجين كان بيخلص

مني….. مش عارف اخد نفسي خالص بس اهو خلاص قربت للسطح…… مش قادر اتحمل هيغمى عليا، الدنيا بدأت تضلم………

لكني وصلت بصعوبة عشان اخد نفس قوي جداً

و اسمع صوت بيقول…..

– الله ينور عليك يا عم شفيق، والله انت أجدع غطاس مجاري شفته، والمصحف انت برقبة غطاسين البحر كلهم.

رديت عليه و قولتله….

– الله يخليك يا مجدي دي حاجة بسيطة، و بعدين يعني هي دي اول بلاعة اغطس فيها ده انا غطاس المجاري الاول في الجمهورية.

بص لي و هو بيضحك….

– ربنا يخليك للمجاري يارب، طيب حيث كده بقى تعالى اشرب عندي الشاي قبل ما تمشي.

رديت عليه…

– مرة تانية يا عم مجدي لأن انا لازم اروح علشان استحمى وألا هموت من الريحة.

ضحك مجدي ومشيت انا، وصلت للبيت اللي أول ما دخلته لقيت ماجدة مراتي قاعدة علي الكنبة قدام التلفزيون واول ما شفتني جريت ناحيتي وقالت…

– انت جبت فلوس ولا زي عادتك ؟؟!

بعديها قالت و هي بتحط اديها علي منخارها….

– انت رجعت الشغل تاني ولا اية، اية الريحة دي؟؟!

رديت عليها بقرف….

– ايوا رجعت عشان اكتم بقك إلي مابيبطلش طلبات، المهم قوليلي؛ ندى عاملة اية في المدرسة؟؟

جاوبتني….

– الحمد الله كل المدرسين بيشكروا فيها و ف شطارتها ربنا يخليك ليها و لينا، المهم فين الفلوس ؟؟

أديتلها الفلوس الي كانت طلباها مني وقلتلها…

– حضريلي الحمام بسرعة بقى.

قامت بسرعة من مكانها و دخلت الحمام و بعد شوية طلعت بتقول…

– جاهز يا سبعي، اتفضل.

قلت في سري (سبعك دلوقتي!!!، اللي يشوفك دلوقتي مايشوفكيش لما كنت قاعد من الشغل، ست ما يعلم بيها إلا ربنا)

دخلت الحمام و قلعت هدومي و نزلت تحت الدش لكن و انا بستحمي بدأت اسمع أصوات صرخات كتير عالية ف ودني و صوت تخين بيقول…

(انت حرقت اطفالي و انا مش هسيبك)

وصوت تاني بيقول…

(انت السبب بغبائك، مش هنسيبك و هنخليك تتمنى الموت و مش هتطوله)

من كتر الأصوات و الصريخ قعدت ف أرض البانيو تحت الدش وانا حاطط ايدي الاتنين علي ودني عشان

الاقي المايه ابتدت تزيد بشكل مش طبيعي لغاية ما البانيو اتملى، دخلت راسي جوه المايه علشان اشوف ايه اللي سادّد البانيو كده لقيت حاجة بتشدني بقوة

في المايه، كانت حاجة طالعة من عين البانيو و ماعرفتش اشوفها كويس لاني كنت شبة بغرق؛ بدأت أحاول اقاوم الغرق لكن الحاجة اللي كانت بتشدني كانت قوية جدًا و ساعتها بدأت افقد الوعي….

صحيت بعديها لقتني علي السرير و ماجدة مراتي جانبي بتقولي….

– الف سلامة عليك، خضتني.

قولتلها و انا بفتح عيني بالعافية…

– هو ايه الي حصل ؟؟!

قالتلي….

– انت طولت أوي في الحمام و لما دخلت عليك لقيتك واقع في البانيو و المايه مغطياك، طلعتك بسرعة و

عملتلك تنفس صناعي لحد ما رجعت تتنفس تاني الحمد الله، بعد كده شيلتك انا و ندى و دخلناك على سريرك و انت ف شبه غيبوبة و اديك فوقت منها اهو.

ابتديت افتكر الي حصل و قولتلها….

– انا حصل معايا حاجة غريبة جدًا بس طالما انتوا بخير مفيش مشكله عندي.

عديت الموضوع و قولت أن انا بيتهيألي من تعب الشغل وخلاص، بس عمري ما كنت اتوقع اللي حصل تاني يوم…

تاني يوم كنت ف الشغل و سمعت نفس الصوت اللي سمعته امبارح فالحمام بيقول في ودني (لقد حرقت

عائلتي و سوف احرق عائلتك امام عينيك…ماجدة و ندى ستطولهم النيران كما حرقت أولادي) بصيت

حواليا مالقتش حد جانبي ممكن يكون هو اللي قال كدة، وقتها حسيت بقلق كبير علي ماجدة وندى لكن قطع قلقي و سرحاني صوت رنة تليفوني اللي لما رديت عليه كان حد من الجيران عمال يقول.

.(النااار، بيييتك و مراتك و بنتك)، الشبكة كانت بتقطع و ماعرفتش اجمع كويس كلامه لكني بدون مقدمات جريت علي البيت علشان الاقي ناس متجمعة قصاد باب شقتي اللي كان مفتوح و عمالين يضربوا كف بكف، دخلت وسطهم و انا بقول…

– في اية يا جماعة، أيه إلي حصل ؟؟

كل الناس كانوا بيبصولي و ماحدش بيرد، دخلت شقتي اللي كانت مليانة دخان و ريحة حريق، دخلت و أول ما

دخلت سمعت صوت مراتي بتعيط ف أوضة ندي، دخلت جري عليها لقيتها قاعدة على سرير ندي و حضناها و عمالة تعيط، قربت منها و سألتها….

– في أيه اللي حصل؟؟

ردت عليا و هي بتعيط….

– انا كنت نايمة ف أوضتنا و ندى رجعت من مدرستها و نامت ف أوضتها، نمت لحد ما صحيت على صوت نار

ف الأوضة، قومت مفزوعة و لقيت دولاب الهدوم بتاعنا بيولع، خرجت جري من الأوضة و أول ما خرجت

سمعت صوت ندى بنتك بتصرخ ف أوضتها اللي كان بابها مقفول على غير العادة، حاولت اكسر الباب لكني

كنت حاسة أن حد بيزقه من جوه علشان مافتحهوش، و مفيش أقل من دقيقة سمعت صوت نار فالأوضة و

صوت ندى بيعلى و يعلى لحد ما الباب فجاءة اتفتح بقوة لدرجة أن انا وقعت ع الأرض، قومت بسرعة و

دخلت أوضة بنتك لقيتها مليانة دخان و البت محروقة زي ما انت شايف و مفيش حاجة محروقة فالأوضة غير البت و بس، بنتك هتموووت يا شفيق.

بصيتلها و انا مذهول و من غير كلام شيلت ندى و خدتها و روحت بيها جري عالمستشفى، الله يباركلهم

دكاترة الطوارئ لحقوها و عملولها اللازم؛ لكنهم قالوا أنها هتعيش مشوهة ده لو عاشت…!!

بعد ما اتطمنت على حالتها لقيت ظابط و معاه عسكري جايين المستشفى علشان يستجوبوني و يعرفوا سبب

الحريق، حكيتلهم اللي حصل و ماجدة حكت اللي شافته و الظابط قفل المحضر و هو مش مقتنع بكلام ماجدة و لا انا نفسي مقتنع بيه….بس دي الحقيقة !!!

المهم بعد ما الظابط مشي لقيت ماجدة جت قعدت جنبي قصاد الأوضة اللي فيها ندى و قالتلي….

– احنا معمول لنا عمل، أو الست (سيدة) جارتنا اللي بتعمل اعمال و بتسحر للناس هي السبب ف اللي احنا فيه.

بصيتلها بقرف و اشمئزاز و قولتلها….

– انت يا ولية انتي كبرتي و خرفتي ولا الحريقة أثرت على دماغك و لا أيه؟؟؟

بصتلي و هي بتعيط و قالتلي….

– يا اخويا و نبي ما بخرف ولا اتجننت، طب بص…يعني هو طبيعي اللي حصلك امبارح فالحمام؟؟!، و لا هو طبيعي اللي حصل لنا النهاردة؟؟

سرحت كده فكلام ماجدة و ربطته باللي حصلي و سمعته امبارح ف بصيتلها و قولتلها….

– هي الولية اللي اسمها سيدة دي مش كانت بطلت سحر و أعمال؟؟

ردت و قالتلي…..

– لا يا اخويا، شغالة لحد النهاردة و تلاقيها رشت عمل ف الحمام و لأننا تحتها فأكيد العمل نزل عندنا و استقر ف الحمام بتاعنا.

سرحت شوية و جمعت كل حاجة حصلت لحد ما افتكرت حد اعرفه، مسكت الموبايل و اتصلت بمجدي

القهوجي و قولتله أن انا جايله القهوة، رحب بيا و قالي مستنيك، قفلت معاه و قولت لماجدة….

– خدي الفلوس دي خليها معاكي، و انا ساعة بالظبط و هكون عندك.

و خدت بعضي و روحت القهوة عند مجدي اللي أول ما شافني قالي….

– مالك يا عم شفيق متبهدل كده و شكلك متضايق ؟؟!

بصيتله و انا الدموع ف عنيا و حكيتله اللي حصل، و أول ما خلصت كلامي قام وقف و قال…

– طب مستني أيه،، طالما سحر و أعمال يلا بينا على عمك (الصورماتي).

رديت عليه و قولتله…..

– هو الرجل ده لسه عايش؟؟، و بعدين انا جايلك علشان نروح لعمك (مختار) هو مش بيعالج الملبوسين برضه؟؟

رد عليا و قالي…..

– يا سيدي عمي مختار ده رجل درويش و دايما قاعد ف حضرة سيدنا الحسين و مابقاش بيشوف حد ولا

حد بقى بيشوفه، و بعدين عمك الصورماتي ده خبره و ساحر ابن ساحر.

سمعت كلامه و روحت معاه عند الصورماتي اللي كان بيته بعد القهوة بتلات بيوت، دخلنا البيت اللي كان لسه

زي ما هو من يوم ما وعيت عالدنيا، نفس ريحة البخور اللي موجودة من أيام ابوه، خبطنا الباب و فتحتلنا

مراته و دخلتنا، دخلنا البيت و قعدنا استنينا لحد ما دخلت هي أوضة من أوض البيت و خرجت بعد شوية و قالتلنا…

– اتفضلوا يا بهوات، الشيخ الصورماتي مستنيكوا.

بصيت لمجدي و قولتله….

– بقى بزمتك في شيخ اسمه الصورماتي؟؟!.

ضحك و قالي….

– هنعمله أيه طيب، ما ده لقب العيلة بتاعته لأن جده كان صانع أحذية زي ما انت عارف.

دخلنا الأوضة و أول ما قعدنا قصاد المبخرة الغريبة اللي قصاده فضل يقول كلام غريب كده و مرة واحدة

سكت و برق و راح باصص لمجدي و بعد كده بص لي و قال….

– مين فيكوا طالب المراد.

رد مجدي…

– عم شفيق يا مولانا هو اللي عنده المشكلة.

بص لي و قال…

– احكي حكايتك و مشكلتك حلها ف أيدي و أيده.

و فعلا حكيت اللي حصل لبنتي و مراتي و حكيتله عن سيدة و أننا شاكين أن هي السبب، أول ما خلصت كلامي قال….

– سيدة بنت فوزية هي السبب، رمت ماية عمل ف قاعدة الحمام و العمل استقر ف حمام شقتك و لما

العمل استقر ف الحمام عندك أذى أولاد واحد من سكان الحمام و حرقهم و طبعًا هو بينتقم منك انت و أهل

بيتك،، لكن ماتقلقش…حلها عندي.

سكت شوية و بعد كده قام جاب أزازة فيها ماية لونها غريب و ادهالي و هو بيقول….

– خد يا شفيق، الأزازة دي تفضي كل اللي فيها ف عين الحمام عندك و بعد كده تقفل الحمام لحد تاني يوم الصبح و ببركة برقان مشكلتك هتتحل، بس ماتنساش تدي الحاجة و انت خارج حق الأزازة.

خدت الأزازة و خرجت دفعت حقها اللي كان ١٠٠ جنيه، خدت الأزازة و روحت بيتي و عملت زي ما هو قال

بالظبط و بعد كده خدت بعضي و روحت المستشفى لبنتي و أول ما دخلت الأوضة اللي هي فيها لقيت ماجدة قاعدة جنبها و عمالة تعيط و و و و ….وووووو

ندي بنتي مغطيين جسمها و وشها بملاية بيضا و و ….

– ماجدة، هى ندي مالها؟؟؟

قامت مراتي من عالأرض و اترمت فحضني و فضلت تعيط و قالتلي…..

– بنتك ماتت يا ابو ندى، ندى ماتت.

نزل الخبر عليا زي الصاعقة و مابقتش عارف اعمل ايه غير أني بقيت بقول….(لا إله إلا الله، لا إله إلا الله)……

دفنت بنتي بأيدي و صلحنا البيت بعد ما كان اتبهدل من الحريق لكني انا اللي اتكسرت و مابقاش ينفع اتصلح،

بقيت بروح الشغل الصبح و ارجع البيت اغير هدومي و اروح اقعد ف مسجد الحسين و افضل اصلي و ادعي و اقول…

– يااارب ارحمهااا يااارب، ياااارب ارحمها و خفف عليها ضمة القبر و يارب بقى الأصوات اللي بسمعها دي تروح من راسي لأني تعبت من كتر اللي بسمعه و

بشوفه مع أني عملت زي ما الصورماتي قال، يارب انا لسه بسمع اصوات بتقولي..(لقد انتقمنا بسبب فعلتك) يارب انا عملت أيه يارب.

قطع دعائي صوت شيخ قاعد بيدعي و في شباب قاعدين قصاده بيقولوا ذكر و أدعية، قربت منه و

ركزت معاه اكتشفت أنه عم مختار، ده عم مختار اللي يبقى ابن اخوه مجدي صاحبي، روحت قعدت جنبه و فضلت اذكر معاه و مع الناس لحد ما خلصت حلقة

الذكر و أول ما خلص سلم عليا لأنه عارفني و قال…

– مالك يا شفيق يا ابني، عينك مكسورة و الدموع ملياها؟؟!

رديت عليه و حكيتله كل حاااجة من الأول للأخر، بص لي و اتضايق لما عرف أننا روحنا للصورماتي، المهم

خلصت كلامي و هو رد عليا و قال….

– اولا انا موجود ف حضرة سيدنا الحسين و اللي عنده مشكلة بيجيلي هنا، ثانيا الصورماتي ماحلش و ممكن

يكون زود الطين بلة، ثالثا بقى (سيدة) اللي انت بتحكي عنها تابت بقالها فترة فعلا و بطلت سحر و اعمال من سنين، و انا اخر مرة شوفتها كانت راجعة

من الحج من كام شهر و من يومها و هي قاعدة فحالها و سمعت ان ابنها رجع من السفر و قعد معاها و خلاها

تابت و هو اه الناس بيقولوا أنها لسه بتعمل اعمال و كده لكن كله كلام و الحقيقة أن ابنها بيجي يصلي و

يقعد معانا هنا فالحسين و قال أنها بطلت فعلا و بقت بتصلي، انت مشكلتك سببها مش سيدة يا شفيق…..

شفيق انت رميت ماية سخنة ف الحمام أو رميت حاجة غلط ف عين الحمام؟؟

بصيتله و انا بفتكر و قولتله…

– لا مارمتش حاجة غير الماية اللي خدتها من الصورماتي.

رد و قالي….

– لا لا لا، قبلها يا شفيق، مش فاكر حاجة غريبة حصلت قبلها.

سرحت و انا بفتكر و مرة واحدة قولت للشيخ…

– اااه افتكرت يا شيخ مختار، انا يوم ما سمعت اللي سمعته فالحمام كنت بسلك بلاعة و ماية النار اللي كنت

بسلك بيها دخلت فمجرى ال…. يعني السبب ماية النار اللي وقعت مني ف مجرى الماية؟؟؟!

حط الشيخ أيده على راسي و قال….

– يا ابني ربنا عز و جل قال ف كتابه العزيز أن الجن موجودين و أننا مش عايشين فالدنيا دي لوحدنا، و في

أحاديث صحيحة بتقر بوجود بعض من طوائف الجن فالحمام و فالأماكن الخربة و النجسة زي بيت الخلاء و غيره و غيره و صدقني مش بعيد يكون مكانهم ف

مواسير المجاري زي ما مكانهم فالحمام و انت بماية النار اللي وقعتها ممكن تكون أذيت حد منهم، أدعي يا

ابني بالرحمة لندى و استغفر ربنا و حاول تقرب منه اكتر و اكتر و خد الكتاب ده فيه الرقية الشرعية، حاول تقراها فالبيت و صلي يا شفيق.

سمعت كلام الشيخ و نفذت اللي قاله و فعلا مابقتش بسمع اصوات و ارتحت انا و ماجدة شوية لكن برضه

انا لسه مكسور بسبب موت بنتي، لسه مكسور بسبب كل اللي حصل و اللي بسببه سيبت شغلي اللي كان

سبب ف موت بنتي الوحيدة، و ده كله كان بسبب أن انا كنت بشتغل…غطاس مجاري.

تمت

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading