العاصمة

صديقى والضل

0

إيمان العادلى
مؤخرًا عيلتي انتقلت لبيت جديد، هو في الحقيقة بيت قديم وتم تجديده في الفترة الأخيرة، البيت من برا تم تجديده بحيث يبان كأنه جديد تمامًا، على عكس البيوت المجاورة ليه واللي باين جدًا إنها مبنية في فترة الستينات

بعد ما استقرينا في البيت، كُل واحد في البيت بدأ يتشغل في حاجة، ماما كانت بتبقي برا البيت ومشغولة طول الوقت بسبب شُغلها، بابا كان بيدخل الورشة بتاعته وبرضه بيكون مشغول طول اليوم، أنا كُنت يا إما بلعب في أوضتي يا إما بتفرّج على التليفزيون، وأختي الصُغيّرة كانت بتلعب مع نفسها أو بتلعب برا مع الكلب

عدّت أسابيع ومفيش حاجة جديدة بتحصَل، لكن النهاردة وعلى ما يبدو إن في سبب مُعيّن مخلي أختي الصُغيّرة عاملة دوشة وصوتها عالي أكتر من المُعتاد، ودا خلاني فضولي جدًا، مشيت ورا صوتها لحَد ما وصلت لأوضة صغيّرة كانت دايمًا فاضية ومهجورة، أوضة تحت السلم

فتحت الباب وكُل اللي كُنت قادر أشوفه في الظلام هو أختي، كانت قاعدة أدام الخزانة المقفولة وبتضحَك

سألتها: ” إنتي كويسة؟ كُل حاجة تمام؟ ”

بصتلي وهي مُبتسمة وقالتلي إن كُل حاجة تمام، بصّت مرة تانية على الخزانة المقفولة، حاولت أشوف إيه اللي بيحصَل بس الأوضة كانت ضلمة جدًا بشكل مش طبيعي، طيب … يمكن هي بتلعب مع صديقها الخيالي أو حاجة زي كدا، لكن بعدها بيومين، استمر الوضع زي ما هو، أختي بتدخُل الأوضة الضلمة، تفتح الحزانة وتقعد تتكلّم وتلعب، ولمّا بندخُل بتقفل الخزانة وتسكُت

أنا نفسي كُنت بتسلّل للأوضة دي من وقت للتاني، عشان أتطمّن على أختي يعني، لكن في كُل مرة بدخُل الأوضة دي أو حتى بعدي من أدامها بحِس إني متراقب

في النهاية بدأت أتعوّد على الموضوع، أختي بتدخُل الأوضة المُظلمة دي وبتتكلّم أو تضحك، لكني بدأت أقلَق لمّا بدأت تدخُل جوا الخزانة، الموضوع كان مُقلق، وبدأت أنادي عليها: ” بتعملي إيه جوا؟ ”

” بلعب مع صديقي! ”

باب الخزانة كان مقفول، بس كان باين إن فيه ضوء جاي من جوا، سمعت أختي بتضحَك من جوا بقوة، ومش عارف ليه كه طُل ضحكة كانت بتضحكها كُنت بحِس بقلبي بيتقبض

واستمرت أختي في اللعب جوا الخزانة في الأيام اللي بعد كدا، كُنت لسّه بقلق وقلبي بيتقبض مع كُل ضحكة بتضحكها من جوا الخزانة

في يوم من الأيام كُنت معدي من أدام الأوضة، ولاحظت إني للمرة الأولى من وقت طويل مش بسمع صوت ضحك جاي من جوا، باب الخزانة كان مقفول وكُنت شايف ضوء جاي من جواها، فضولي كان أقوى مني، دخلت الأوضة المُظلمة عشان أتطمّن عليها

ناديت عليها أكتر من مرة … مفيش رد

خبطت على باب الخزانة … مفيش رد

خبطت تاني بقوة أكبر … مفيش رد

قُلتلها بغضب: ” على فكرة، أنا شايف ضلك جاي من جوا! ”

خبطت على باب الخزانة مرة كمان، وبرضه مفيش رد، في اللحظة دي كُنت على وشك أفتح الباب بنفسي، بس قبل ما أمسك مقبض باب الخزانة، سمعت صوت

” بتعمل إيه؟ ”

كان صوت أختي، لفيت وشي وسألتها كانت فين، واتضح إنها كانت بتلعب مع الكلب برا

بصيتلها بقلق ولمّا بصيت مرة تانية للخزانة كان الضوء اللي جواها إتقفل، بدأت أحِس بالخوف، خرجت أنا وأختي من الأوضة وقفلت الباب ورانا

قُلت لأختي: ” مُمكِن تبطلي تلعبي في الأوضة دي شوية بعد إذنك؟ ”

سألتني: ” ليه؟ ”

اضطريت أكذب عليها: ” مش عارف، بابا اللي قال كدا ”

بصت للأرض بحُزن وهي بتقول: ” حاضر ”

” يلا إطلعي نضفي أوضتك وتعالي نتفرّج على التليفزيون سوا ”

ابتسمت وهي بتقول: ” ماشي ”

حسيت بارتياح إنها صدقتني، بصيت للباب بخوف لدقايق قبل ما أروح لبابا وأحكيله كُل حاجة حصلت، صدقني بسُرعة لأنه عارف إني مش بكذِب، وبسُرعة جدًا كان ركّب قفل كبير على باب الأوضة دي، كان خايف إن بنته الصُغيّرة تدخُل الأوضة المُخيفة دي

في النهاية ماما جالها شُغل في ولاية تانية، وكان لازم نسيب البيت دا وننتقل

المرة دي قعدنا في شقة كبيرة

في يوم من الأيام، كُنت بفطر الصُبح أنا وأختي، بابا دخل بسُرعة وشغّل التليفزيون، دا كان ميعاد نشرة الأخبار وهو بيحب يتابعها، بدأ يحضّر الفطار لنفسه وهو متابع النشرة

المُراسل كان بيقول: ” الخبر التالي في النشرة بتاعتنا، عن قاتل مُتسلسل … ”

بصيت للتليفزيون وأنا بكمّل فطاري

أختي قالت فجأة: ” بصوا … بصوا … دا بيتنا القديم! ”

وفعلًا على شاشة التليفزيون، نشرة الأخبار كانت بتعرض صورة لبيتنا القديم وجنبها صورة لشاب شكله مُخيف، عينيه مليانة شر وحقد، كان باين عليه إنه مش طبيعي

المُراسل كان بيقول: ” القاتل المُتسلسل دا كان مُختبئ في واحدة من غُرف البيت دا … ”

أختي شهقت وهي بتقول بدهشة: ” دا صديقي! “

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading