العاصمة

طهواي قريتي (٣)

0
بقلم إيمان الوكيل
نكمل مع حب جدي محمود وجدتي شقيطة
كان جدي يحب جدتي ويدللها دونا عن زوجاته ، كانت ترتدي الجلباب الحريري والمقصب وغطاء رأس مزين بالخرز او الأوية
تخرج منه جزء من شعر
مقدمة رأسها ( اوصه) وتغرز فيه كثير من ( البنس ) الملونة جنبا الى جنب كما كانت النساء تتزين في ذلك العصر ،
حكت عمتي الكبرى ان العطر لا يفارق ملابسها وكذا الكحل في عينيها اما شفتاها فكانتا حمراوتان دون طلاء

كان جدي إذا بقى بالخارج لوقت متأخر يطلب منها ان تقزقز له اللب وتخرج ما بداخله في طبق ليأكله مباشرة دون جهد
وذلك ليس كسلا منه إنما حتى تنشغل ولا تنام حتى يرجع 

انجبت جدتي الكثير من الاطفال منهم من عاش ومن مات ، لكنها كانت الاكثر ابناءا عن زوجاته الاخريات 

ولأن جدي طلق إحدى زوجاته فأعتبرنا كأحفاد ان ابي ١٣\٣ أي الابن الثالث عشر من الزوجة الثالثة ، لكنها كانت تعاني من مرض السكري ولم
يعلموا بمرضها الا بعد فترة طويلة من بدايته ولم يكن هناك اهتماما به ، حتى حدث ان حدث لها سقط ولم تكن تعلم بحملها وكان هذا السقط هو
سبب وفاتها السريعة المفاجئة المحزنة وكان ابي صغير جدا وعمي الاصغر تحمله عمتي لم يحبو بعد 

قلت سابقا ان جدي اهمل زوجته الاولى تماما واغضب التالية لها إلي بيت ابيها لأنها في إحدى مواسم الحصاد نثرت جنيهات الذهب فوق سطح
البيت بين القش الاصفر المغطي له حتى ان وجد بعضا منه بعد سنوات وسنوات في طفولتنا ، لكن لماذا فعلت ذلك ؟ يقال انها رغم جمالها الشديد
كانت مختلة إلى حد ما ولم يعرف جدي بذلك إلا بعد زواجه بها ونثرت الجنيهات الذهبية وسط القش لكي لايتزوج عليها 

ماتت جدتي، وعاد جدي من الدفن والعزاء لزوجته الاولى يدفع باب غرفتها ليبيت عندها ليجدها وضعت ماجور العجين الثقيل خلف الباب لكي
لايدخل ولما نادها قالت 

: كنت اعلم انك ستأتي اذهب و نم وحيدا كما نمت انا طوال السنين السابقة
رحم الله جدتي

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading