العاصمة

مقال  بقلم/ شيرين رضا 

0

الثقافة الدينية وتأثيرها على التطور الفكري المعاصر

عندما تغيب الإنسانية يفقد الإنسان تدينه بالعقل


يقول وودرو ولسن “الدين فلسفة الحياة ونفس الأنسان تتغذى به من دون أن تشعر فالدين غريزة إلهية

تتكون داخلنا إما سبيل نتقدم به أو عائق يقف حاجزاً في سبيل تطور فكرنا الثقافي


فـ مفهوم الثقافة قد يتعارض مع مفهومنا الديني وقد تختلط علينا بعض السٌبل التي تؤدي إلى مفارق قد

نكسر بها ثقافتنا الدينية. فالدين هو الإقرار بكل ما نؤمن به والإعتراف بوجدانيته الإلهية


قال باروخ اسبينوزا”” إذا كان هناك شخص جاهل تماماً بالكتب المقدسة ومع ذلك يملك رأي صحيح ومنهج

ادبي سليم في الحياة فإنه قطعاً يكون مباركاً


ومن هنا فقد قدم لنا الادب مواضيع عرضت بعض تلك النقاط بشكل يتناسب فكرياً مع عقولنا ولكي نسبح

في نمط الثقافة الدينية الحقيقية كان لنا لقاء مع تلك الرؤى التي ناقشت ثقافتنا بشكل بسيط وسلس


قد عرضت الكاتبة حلا المطري رواياتها “عرايا الروح بشكلِ سلس يصل لجميع العقول وتضمنت صور

شبابية ذات عقول ثقافية منها ما كان يستدل على معنى للمفهوم الثقافي والديني معا و الذي يتناسب

مع عقيدتنا وفي من كان يسبح في تيار الحياة المرفهة وتلاشى مفهوم التدين لديه معتمدا على ثقافته،

وهناك من دنس كلاهما ليعيش على فجوة بين التدين والتطور الفكري المعاصر لنجد في النهاية تناقض

بين الفكر المعاصر وثقافتنا الدينية والتعايش معها.


فكيف يمكننا التوازن بين التطور الثقافي والعقيدة الدينية؟؟


الجبروت صفة إلهية ، ولكن حين يصبح الإنسان جباراً ذات يوم فانه يصبح جباراً بعد حروب طاحنه. وتلك

الحروب هي محاربة تلك الثقافات التي قذفت بنا لمفاهيم غريبة ولكن تعايشنا معها ادى إلى تسريب

خاطئ لها وتمسك كل منا بعقيدة ظناً إنه مؤمن بها ولكننا فالنهاية نضع ايدينا على دينٍ واحد


فلو كل المنتمين إلى الدين بلغوا منتهاه وأدركوا لبّه لما كان في الأرض غير دين واحد

سؤال لكل قارئ متدين كان أو لا إن كان متمسك بتدينه أو بعقيدة ما!!!


ألا تظن إن عقيدتك هي العقيدة الأفضل وإنها خير عقيدة؟ فأخبرني كيف علمت ذلك؟


هل كنت بالوعي الكافي لتطلع على العقائد وكل الأديان لتختار منها ما يناسبك؟ لقد عزمت امرك على إنك

الاصح وتركت باقي الطرق وهاجم عقلك من يقف أمامك ونسيت إن لكل تطور ثقافي نختبره عدة وجوه ما

عدا الدين فلا يملك سوى وجها واحد .


فأخبرني على أي أساس أنت تعلم دينك أو عقيدتك؟؟؟؟


“قال جرجي زيدان” الدين لا يشترط فيه التسلسل من أب واحد كجامعةٍ النسي، ولا الإقامة في بلد واحد

كجامعةٍ الوطن، ولا التكلم بلسان واحد كجامعة اللغة، وإنما يكفي فيه الإيمان بمعبود واحد


ولهذا فإن مفهوم الثقافة الدينية قد اعتدنا عليها عن طريق تتبع بعض العادات وليس المفردات أو التطرق

لقواعدها، أو اصولها المدروسة فكانت النتائج إننا تمسكنا بالمسمى الديني بعيداً عن تطبيقه أو تطبيق

ثقافته وتمت نشأه أجيال على مفاهيم تعالت بداخلهم تخويف من التدين أو دراسة ثقافته والتعرف عليه

عن قرب

كثير من الأدباء انشأ رابط ثقافي وديني وعرضت كتب وقضايا نادت بها المجتمع لينظر للثقافة الدينية كونها

اصول تربوية وفكرية محايدة وليست عقيمة وما نادى به بعض الفلاسفة في وجدانية تلك الثقافة ما هو إلا

تمرد فكري بحت عارض بعض الافكار الفلسفية والحياتية فخلط البعض الثقافة الدينية كونها عائق فكري

وما هو خلاف ذلك انها داعم فكري قوي ولا محاله من البعد عنه ودراسته دراسة حقيقيه تساعدنا على

النمو الفكري السليم
“فمن يهدم دين يهدم أساس كل جماعة بشرية فكما التدين هو أساس بناء اجتماعي سليم فالعقل هو أساس تثبيت هذا التدين

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading