العاصمة

مقدمى برامج التلفزيون بين تهذيب الماضى وعجرفة الحاضر

0

كتبت: نيفين صالح

قبل عصر الفضائيات كان التلفزيون المصرى والقنوات الأرضية منارة للوطن

العربى والشرق الأوسط وبالرغم من التقدم والتكنولوجيا مازال الحنين لأيام ماقبل

الفضائيات والحنين للبرامج القديمة برغم بساطتها إلا أنها برامج من النوع الذى

يظل فى الذاكرة عكس برامج اليوم التى تمر مرور الكرام عكس برامج الزمن

الجميل لما كانت تمتاز به هذه البرامج من مقدمى برامج متسلحين بالعلم والثقافة

واللغات مغلفة بالدماثة وحسن الخلق والمظهر البسيط الذى يتناسب مع

دخولهم البيوت المصرية فجعل دخولهم سلس محمل بعبق الزهور لحلاوة مرورهم ف

رواد فى مجالهم لتسلحهم بأدوات المذيع الناجح التى هى بعيدة كل البعد عن بعض

مذيعى ومذيعات اليوم.

من لايتذكر مقدمى برامج التلفزيون الذين صنعوا العصر الذهبى للتلفزيون على

سبيل المثال لا الحصر المذيعة همت مصطفى أول سيدة يراها المشاهد على

شاشة التلفزيون بعد ان انتقلت

من الإذاعة إلى التلفزيون مع بداياته 1960

وكبير مذيعى التلفزيون وألمع من قرأ النشرة المذيع أحمد سمير،وفريدة الزمر

وفريال صالح وسامية الاتربى وبرنامج حكاوى القهاوى وسهير الأتربى رئيس

التلفزيون الأسبق ويوسف رزق الله وسلمى الشماعأسماء وعلامات فارقة مازال

المشاهد يذكرهم بشغف وولع لما كانوا يقدمونه من محتوى راقى وأسلوب

مهذب بينما فى أيامنا تلك يفتقر العديد

من مقدمى البرامج إلى اللباقة و الثقافة والكياسة واحترام كلا من الضيف

والمشاهد بل يعتقد كل مذيع حاليا انه النجم الاوحد صاحب الفكر والتنظير

ولايحق لاحد ان يجادله او يختلف معه.

أصبح كل الإهتمام منصب على مدى الشهرة والتركيز على المظهر والشكل

وعمليات التجميل الملابس الفخمه والماركات الغالية لايهم المحتوى المقدم

وطريقة التقديم واتجه الإعلام من النصح والارشاد إلى التنمر والتنظير والتعالى

.

قباحة المحتوى الحالى وفى بعض الاحيان تدنيه جعل المشاهد يحن إلى البرامج

القديمه ومقدمى البرامج القديمه الى الزمن الجميل زمن الأخلاق والكياسة

والصدق الجمال فى القول والفعل والمظهر البعيد كل البعد عن المغالاة والمزايدة

والتنظير.

فعندما نلقى نظرة على بعض برامج التوك شو اليومية تجد انواع كثيرة من مقدمى البرامج

فمنهم من يكون هدفه افتعال المشاكل وتقليب ضيوفه على بعضهم لإشعال

الأجواءوإخراج حلقة ملتهبة مليئة بالإثارة المفتعله المشينة.

واخر يستفز محدودى الدخل بإحضار كل ما لذ وطاب داعيا المشاهدين للتقشف

وفى نفس الوقت يثيرهم بأشهى وأغلى المأكولات التى تفوق استطاعاتهم

وإمكاناتهم.

واخرى تتنمر على المشاهدين وقد تناست انهم السبب فى شهرتها وصنع اسمها.

واخر صاحب الصوت المنفر المستفز الذى يصرخ لاتفهم منه شيئا غير الصراخ

والصياح.

وفى الختام نرجو جميعا من القنوات الفضائية إختيار مقدمين البرامج على

أسس علمية وأخلاقية وضع ضوابط ليس من ضمنها إثارة الجدل والإفتعال.

مقدمى برامج التلفزيون بين تهذيب الماضى وعجرفة الحاضر

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading