العاصمة

هم صبروا فبشرهم الله !

0

كتبت / ناهد عثمان

عروة بن الزبير قطعت رجله لمرض أصابه ..

وفي نفس اليوم مات أعز أبنائه السبعة على قلبه بعد أن رفسه فرس وقتله .

فقال عروة : اللهم لك الحمد وإنّا لله وإنّا إليه راجعون , أعطاني سبعة ابناء وأخذ واحداً , وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحداً
إن إبتلى فطالما عافا , وإن أخذ فطالما أعطى , وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة .

ومرت الايام … و ذات مرة دخل مجلس الخليفة , فوجد شيخاً طاعناً في السن مهشم الوجه أعمى البصر ,

فقال الخليفة : يا عروة سل هذا الشيخ عن قصته .

قال عروة : ما قصتك يا شيخ ؟
قال الشيخ : يا عروة اعلم أني بت ذات ليلة في وادٍ , وليس في ذلك الوادي أغنى مني ولا أكثر مني مالاً وحلالاً وعيالاً , فأتانا السيل بالليل فأخذ عيالي ومالي وحلالي , وطلعت الشمس وأنا لا أملك إلا طفلا صغيرا وبعيرا واحدا , فهرب البعير فأردت اللحاق به , فلم أبتعد كثيراً حتى سمعت خلفي صراخ الطفل فالتفتُ فإذا برأس الطفل في فم الذئب فانطلقت لإنقاذه فلم أقدر على ذلك فقد مزقه الذئب بأنيابه , فعدت لألحق بالبعير فضربني بخفه على وجهي , فهشم وجهي وأعمى بصري !!!

قال عروة : وما تقول يا شيخ بعد هذا فقال الشيخ : أقول اللهم لك الحمد ترك لي قلباً عامراً ولساناً ذاكراً .

هذا هو الصبر .. هؤلاء الذين بشرهم الله بقوله : ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )

ماهي مصائبنا لكي نحزن ونتضايق ؟!هل تقاس بمصائبهم ؟!!

هم صبروا فبشرهم الله ، ونحن جزعنا فماذا لنا ؟!

ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه

‏​تعيش بين أهلك تتمتع بالصحة والعافية
تنام على ( فِراش ) خآص بك
تأكل و تشرب وتخرج وتعيش بأمان !!!

ولاتشعر بآلخوف حولك وكل ماترغب به تحصل عليه إما بوقته أو بعد حين

تضحك وتتحرك وتتمتع بِكامل نعم الله عليك…

لكن تكتب بالحالة الخاصة#
( يا همومي ارحميني مآعآد أقوى على الصبر )

( يا موت خذني كم بدنيآي عآنيت )
وتكتب حالة عن الحزن وتضع صور لأناس يبكون ويتألمون

أريد أن أعرف ”
عن أي حزن يتحدثون
احمدوا الله واشكروه فإنكم لاتعلمُون
ماهو ( الهمّ )والخوف والفزع والجوع والتشريد

أخشى أن يبتلينا الله لنذوق حقيقة مانكتب !!!

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading