العاصمة

وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ

0

كتب: المستشار/ هشام فاروق رئيس محكمة استئناف الإسكندرية.
يقول الله عز وجل:”وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ”(إبراهيم – 26)
والكلمة الخبيثة هي بالجملة كل كلمة لا يرضاها رب العزة تبارك وتعالى. ولاحظوا المقابلة بين تلك الآية والآيتين السابقتين لها:”أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗوَيَضْرِبُ اللَّـهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ”(إبراهيم – 24؛25) ثم لاحظوا ارتباطها بالآية اللاحقة لها:”يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّـهُ مَا يَشَاءُ”(إبراهيم – 27)
لكأن الكلمة الطيبة التي يقولها العبد في الدنيا تكون سببا في تثبيت الله له بالقول الثابت في الحياة الدنيا (خاصة عند الموت) وفي الآخرة (خاصة عند سؤال الملكين في القبر). هل تدرون ما هو القول الثابت؟ إنه قول لا إله إلا الله! إنه شهادة التوحيد! هذا القول الذي لا يزول بزوال الدنيا ولا السماوات ولا الأرض!
أما من يقول الكلام الخبيث فإنه يكون من الظالمين الذين توعدهم رب العزة سبحانه بأن يضلهم عن قول لا إله إلا الله ساعة احتضارهم في آخر لحظاتهم في الدنيا مرتحلين عنها ؛ وعند سؤال الملكين لهم في القبر في أولى مراحل الآخرة ؛ فلا يستطيعون النطق به! ووالله ما لأحد من مهرب من النار ولا جواز على الصراط بدون هذا القول الثابت!

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading